
تشهد إسرائيل أزمة داخلية غير مسبوقة بين القيادة السياسية والعسكرية على خلفية خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال مدينة غزة بالكامل في خطوة دفعت كبار قادة الجيش للتحذير من مخاطر عسكرية وسياسية ودبلوماسية واسعة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن نتنياهو عرض على الجيش خطة حاسمة للسيطرة الشاملة على غزة مدفوعا بضغط من أجنحة اليمين المتطرف في حكومته إلا أن هيئة الأركان رفضت المقترح محذرة من أن غياب خطة لما بعد الحرب قد يجر إسرائيل إلى مأزق طويل الأمد على غرار حرب لبنان عام 1982.
وبحسب التقرير، تم التوصل إلى صيغة وسط تقضي بتوسيع السيطرة الإسرائيلية بنسبة لا تتجاوز 10% من مساحة غزة خلال المرحلة الحالية مع إعادة تقييم لاحق على أن تبدأ العملية بعد إجلاء نحو مليون مدني بحلول سبتمبر المقبل. ويمثل ذلك تراجعا سريعا من نتنياهو عن تصريحاته السابقة التي تعهد فيها باستعادة غزة بالكامل.
الخلاف داخل إسرائيل ترافق مع ضغوط خارجية متصاعدة إذ أعلنت ألمانيا وقف تصدير مكونات عسكرية تدخل في صناعة دبابات “ميركافا” فيما حذّر مسؤولون عسكريون سابقون من أن حربا طويلة قد تلحق ضررا بمكانة إسرائيل الدولية.
على الصعيد الدولي، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر المقبل في الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخها مشيرا إلى أن القرار مشروط بعدم إشراك حركة حماس في أي دولة مستقبلية.
ألبانيزي الذي اتهم نتنياهو بـ”الإنكار” للوضع الإنساني في غزة، أوضح أن تردد إسرائيل في الإصغاء لحلفائها كان من أسباب التحول في الموقف الأسترالي في ظل تغير المزاج العام داخليا وخروج احتجاجات ضخمة للمطالبة بإنهاء الأزمة الإنسانية.
وتأتي هذه الخطوة وسط انتقادات من المعارضة الأسترالية التي اعتبرت القرار تهديدا للعلاقات مع الولايات المتحدة فيما تدرس نيوزيلندا اتخاذ موقف مماثل ما يعكس اتساع الفجوة بين إسرائيل وبعض حلفائها التقليديين.
Web Desk