اخبار العالماخر الاخبار

تعثر برنامج “ريبيليكاتور”.. واشنطن تفشل في نشر الأسلحة الذكية لمواجهة الصين

تعبيرية (Shutterstock)

يواجه برنامج “ريبيليكاتور” الذي أطلقه البنتاغون عام 2023 عقبات كبيرة حالت دون تحقيق أهدافه المعلنة. البرنامج كان يهدف إلى نشر آلاف الطائرات المسيّرة والأنظمة الذاتية التشغيل المعتمدة على الذكاء الصناعي بحلول أغسطس 2025 لمواجهة تصاعد القوة العسكرية الصينية في المحيط الهادئ لكنه تعثّر بسبب أعطال تقنية، صعوبات في التصنيع وتأخيرات بيروقراطية، وفق تقرير نشرته جريدة “Wall Street “.

خلال التجارب الميدانية، ظهرت مشاكل بارزة، منها فقدان السيطرة على زورق مسيّر في تدريبات بكاليفورنيا وتأخير في إطلاق طائرة مسيّرة من إنتاج شركة أخرى، إضافة إلى إخفاق البرمجيات في تنسيق عمل المنصات المختلفة وتحديد الأهداف بدقة. كما تبين أن بعض الأنظمة غير مكتملة أو مكلفة وبطيئة التصنيع ما جعل شراءها بكميات كبيرة غير ممكن.

رغم هذه التحديات، واصل البنتاغون عمليات شراء شملت أنظمة مثل زورق “غارك” الذي اتضح أنه غير مناسب للمهام بعيدة المدى وطائرة “سويتش بليد 600” التي سبق أن عانت من مشاكل في أوكرانيا. هذه الاختيارات أثارت انتقادات داخلية حيث اعتبر البعض أن القوات أصرت على اقتناء أنظمة غير جاهزة للاستخدام العملي.

رداً على هذه الانتكاسات، تقرر نقل إدارة البرنامج إلى قيادة العمليات الخاصة عبر وحدة جديدة تعرف باسم “مجموعة الحرب الذاتية الدفاعية” (DAWG) بقيادة الجنرال فرانك دونوفان. الهدف هو تسريع التنفيذ، تركيز الموارد على الأنظمة الأكثر جدوى ومحاولة الالتزام بالإطار الزمني الذي لم يتبق منه سوى أقل من عامين.

البرنامج يثير انقساما في التقييم. منتقدوه يرون أنه مثال على فشل تسريع إدخال التكنولوجيا الجديدة في الميدان، بينما يعتبره مؤيدوه تجربة ناجحة نسبيا لأنها اختصرت سنوات من دورة شراء الأسلحة التقليدية وأتاحت اختبار وتطوير أنظمة مسيّرة في فترة قصيرة.

الغاية النهائية من “ريبيليكاتور” تبقى الاستعداد لمواجهة محتملة مع الصين. بكين كثّفت خلال السنوات الأخيرة بناء أسطولها البحري والجوي وطوّرت ترسانتها من الأسلحة المتقدمة فيما تشير تقديرات أمريكية إلى احتمال استعدادها للتحرك ضد تايوان بحلول عام 2027. في هذا السياق، تُعد الطائرات والسفن المسيّرة وسيلة لتوسيع ساحة المعركة، تشتيت الخصم وإضعاف دفاعاته مع تقليل الخسائر البشرية والمادية.

المرحلة المقبلة ستحدد مصير البرنامج. نجاح وحدة DAWG في تسليم الأنظمة المطلوبة في الوقت المحدد قد يثبت جدوى المشروع، أما الفشل فسيعني أن الطموح الأمريكي في تسريع إدخال الذكاء الصناعي إلى ميدان القتال سيظل مؤجلا.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى