
أعلنت جامعة “يونسي” الكورية الجنوبية عن نتائج بحثية جديدة تشير إلى أن تمدد الكون ربما بدأ يتباطأ في تناقض مع النظرية السائدة منذ اكتشاف “الطاقة المظلمة” أواخر التسعينيات التي تفترض أن الكون يتوسع بوتيرة متسارعة.
ووفق الدراسة التي نُشرت في مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical Society البريطانية، قال فريق البحث بقيادة البروفسور يونغ ووك لي إن البيانات الجديدة توحي بأن الطاقة المظلمة ليست ثابتة كما كان يُعتقد بل تتغير مع الزمن بسرعة أكبر ما قد يعني دخول الكون مرحلة تباطؤ في تمدده.
وأوضح لي في بيان رسمي أن النتائج، إذا تأكدت، “ستمثل تحولا جوهريا في علم الكونيات منذ اكتشاف الطاقة المظلمة قبل 27 عاما” مشيرا إلى أن التصحيح الذي أجراه الفريق على قياسات انفجارات النجوم فائقة السطوع (Type Ia Supernovae) كشف عن انحراف زمني في تقدير سطوعها وهو ما أدى إلى إعادة تقييم معدل تمدد الكون.
وأظهرت الدراسة أن السوبرنوفات الناتجة عن نجوم شابة تبدو أخفّ سطوعا من تلك الناتجة عن نجوم أقدم ما يعني أن تقديرات المسافات الكونية السابقة كانت متأثرة بعمر النجوم. وبعد تصحيح هذا الخطأ، لم تعد البيانات تتوافق مع نموذج التسارع الكوني الثابت بل أشارت إلى بداية تباطؤ.

وتتقاطع هذه النتائج مع ما توصل إليه مشروع Dark Energy Spectroscopic Instrument (DESI) الأمريكي الذي يرصد تمدد الكون عبر ملايين المجرات، رغم أن تحليلات “ديزي” رجحت أن التباطؤ سيحدث في المستقبل، بينما يرى فريق “يونسي” أنه بدأ فعلاً.
ويقول الباحثون إن نتائجهم تتفق بشكل ملحوظ مع بيانات الموجات الصوتية الباريونية (BAO) وإشعاع الخلفية الكونية الميكروي (CMB) ما يدعم الفرضية الجديدة.
ومن المتوقع أن يجري اختبار هذه النتائج بشكل أدق خلال الأعوام المقبلة مع بدء مرصد “فيرا روبين” في تشيلي أعمال الرصد واسعة النطاق حيث سيكتشف أكثر من 20 ألف مجرة جديدة تحتوي على انفجارات نجمية من النوع الأول.
وعلّق الفيزيائي الأمريكي آدم ريس، الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2011، على الدراسة قائلا: “إذا ثبت أن الكون بدأ فعلا مرحلة التباطؤ فسيكون أمامنا تحدٍ كبير لإعادة صياغة النموذج الكوني الحالي من الأساس”.
Web Desk




