
تشهد الولايات المتحدة زيادة ملحوظة في ظاهرة العلاقات العاطفية بين البشر وبرامج الذكاء الاصطناعي حيث تتحول هذه الروابط من العالم الرقمي إلى الواقع وتؤثر على استقرار الزواج وتساهم في ارتفاع معدلات الطلاق.
استطلاعات حديثة أظهرت أن نحو 60% من البالغين غير المتزوجين يعتبرون الارتباط العاطفي مع روبوتات الدردشة أو رفقاء الذكاء الاصطناعي شكلا من أشكال الخيانة ما يعكس تحولا في مفهوم الولاء والثقة الزوجية.
محامون متخصصون في قانون الأسرة أكدوا تصاعد القضايا التي تُدرج فيها هذه الروابط كسبب رئيسي للانفصال بما في ذلك مشاركة البيانات الشخصية أو الأموال مع برامج الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends.
بعض الولايات الأمريكية بدأت بالفعل دراسة صياغة أطر قانونية تتعامل مع رفقاء الذكاء الاصطناعي كطرف ثالث في العلاقة وليس مجرد برنامج، مع تضمين هذه الروابط في ملفات الطلاق وتسويات الحضانة وتقسيم الأصول.
ويشير المحامون إلى أن انتشار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى موجة طلاق جديدة خصوصا حين يشعر أحد الزوجين بأنه مستبدل عاطفيا ببرنامج مصمم لتوليد ردود مخصصة حسب رغبات المستخدم.
الأمر لا يقتصر على الجانب العاطفي، فبعض الأزواج أنفقوا آلاف الدولارات على اشتراكات خدمات الرفاق الرقميين ما يزيد تعقيد الملفات القانونية ويؤثر في قرارات المحاكم بشأن الممتلكات أو الحضانة.
خبراء قانون الأسرة أشاروا إلى أن القوانين الحالية عاجزة عن التعامل مع هذه العلاقات حيث تختلف الولايات في كيفية تصنيف الروابط بين البشر وبرامج الذكاء الاصطناعي.
تزايد التعلق بالرفاق الافتراضيين أعاد تعريف الخيانة الزوجية والثقة بين الأزواج ويظهر تأثيره حتى بين العلاقات المستقرة.
التقرير أشار أيضا إلى حالات بين كبار خبراء الذكاء الاصطناعي حيث انتهت بعض العلاقات العاطفية بسبب ارتباط أحد الطرفين ببرنامج دردشة مما يعكس أن الظاهرة لا تقتصر على الجمهور العام فقط.
محامون يحذرون من أن مشاركة الأموال أو البيانات مع الروبوتات قد تُعتبر دليل سوء سلوك زوجي في حين أن بعض الولايات بدأت وضع تشريعات خاصة بتنظيم استخدام هذه الأدوات.
حتى الآن، لا تزال المحاكم تتعامل مع ملفات غير مسبوقة ما يجعل العلاقات العاطفية مع الذكاء الاصطناعي منطقة قانونية رمادية تتوسع يوما بعد يوم وتستدعي مراقبة دقيقة وتحديثا للقوانين بما يتماشى مع التطورات الرقمية.
Web Desk




