شارك مئات الآلاف من الأتراك، يوم السبت، في مظاهرات حاشدة بمدينة إسطنبول احتجاجًا على سجن عمدة المدينة أكرم إمام أوغلو الذي يُعد المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان. وتعد هذه الاحتجاجات الأكبر في تركيا منذ أكثر من عقد وسط تصاعد التوترات السياسية في البلاد.
وخلال التجمع، تمّت قراءة رسالة من إمام أوغلو أمام الحشود أكد فيها ثقته في دعم الشعب له قائلاً: “لا أخاف لأن الأمة متحدة ضد الظلم” مشددًا على أن “الإرادة الشعبية ستنتصر رغم كل المحاولات لإقصائه”، وفقا لوكالة “رويترز“.
وكان إمام أوغلو قد اعتُقل الأسبوع الماضي وأُودع السجن بانتظار محاكمته بتهم تتعلق بالفساد وهي التهم التي يرفضها معارضوه ويصفونها بأنها ذات دوافع سياسية تهدف إلى منعه من الترشح في الانتخابات المقبلة.
دعوات للعدالة وإجراء انتخابات مبكرة
نظّم حزب الشعب الجمهوري (CHP) المسيرة الاحتجاجية تحت شعار “الحرية لإمام أوغلو” حيث تجمع المتظاهرون في منطقة مالتيبه على الجانب الآسيوي من إسطنبول وسط إجراءات أمنية مشددة. ورفع المحتجون لافتات تندد بما وصفوه بـ”الاضطهاد السياسي” ورددوا هتافات تطالب بالإفراج عن العمدة المعارض.
وفي كلمته خلال الفعالية، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزَل إن الملايين من الأتراك يطالبون بإطلاق سراح إمام أوغلو وإجراء انتخابات مبكرة مشيرًا إلى أن الحكومة فقدت شرعيتها. كما دعا الحزب إلى مقاطعة وسائل الإعلام والشركات التي تدعم سياسات أردوغان.
وكان الحزب قد عقد، الأحد الماضي، انتخابات داخلية أفرزت إمام أوغلو كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2028 إلا أن المعارضة تطالب الآن بإجراء انتخابات مبكرة.
تصعيد سياسي وانعكاسات اقتصادية
من جانبه، قلل الرئيس أردوغان من أهمية الاحتجاجات واصفًا إياها بأنها “استعراض” وحذر من عواقب قانونية للمتظاهرين داعيًا المعارضة إلى التوقف عن “تحريض الشارع”.
وفي ظل التصعيد السياسي، تضررت الأسواق المالية التركية حيث شهدت الليرة تراجعًا ملحوظًا ما دفع البنك المركزي إلى التدخل لدعم العملة المحلية. وأكدت الحكومة أن تأثير الأزمة سيكون محدودًا ومؤقتًا مشددة على أن الاقتصاد لا يزال يتمتع بأسس قوية.
ووفقًا لوزارة الداخلية، فقد تم اعتقال نحو 1900 شخص منذ بدء الاحتجاجات فيما قررت المحاكم حبس 260 منهم على ذمة التحقيق.
وتتواصل الاحتجاجات في مختلف المدن التركية، بينما يترقب الشارع تطورات القضية في ظل المشهد السياسي المضطرب.
Web Desk
