
إسلام آباد – أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن حركة طالبان الأفغانية شنت هجومًا على الأراضي الباكستانية بتحريض من الهند مؤكدًا أن الجيش اضطر إلى الرد العسكري القوي دفاعًا عن البلاد.
وأوضح شهباز شريف خلال اجتماع لمجلس الوزراء أن باكستان رغم محدودية مواردها استضافت أكثر من أربعة ملايين لاجئ أفغاني لعقود طويلة إلا أن الجماعات الإرهابية الأفغانية تهاجم اليوم الجيش والشرطة والمدنيين داخل الأراضي الباكستانية. وأضاف أن الإرهاب كان قد انتهى في عام 2018 لكن الحكومة التي تولت الحكم بعد ذلك سمحت بعودة الإرهابيين إلى البلاد.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الهجوم الأخير الذي استهدف القوات المسلحة نفذته “فتنة الخوارج” مشددًا على أن صبر الدولة قد نفد بعد تكرار الاعتداءات. وبيّن أن نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع زارا كابول مرارًا لإقناع الجانب الأفغاني بالحوار إلا أن السلطات الأفغانية اختارت التصعيد.
وتابع شريف قائلا: إن الجيش بقيادة المشير عاصم منير وجّه ردًا قويًا مشيرًا إلى أن باكستان وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة بطلب من أفغانستان، في حين تقوم قطر بجهود وساطة لإنهاء الأزمة.
وأكد شهباز شريف أن الهدنة ستكون مشروطة ولن يُسمح باستغلالها وأن باكستان مستعدة للحوار فقط في إطار من العدالة والاحترام المتبادل مضيفًا أن الجيش مارس حقه المشروع في الدفاع عن الوطن.
من جانب آخر، أعلنت مصادر أمنية أن القوات المسلحة الباكستانية أحبطت محاولة تسلل لمسلحي “الخوارج“، الذين يتلقون دعمًا من الهند، من منطقة مهمند في خيبر بختونخواه وأسفرت العملية عن مقتل ما بين 45 و50 مسلحًا وإصابة آخرين. وأوضحت المصادر أن العملية استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة واستهدفت تشكيلًا كان يخطط لتنفيذ هجمات إرهابية داخل البلاد مؤكدة أن العمليات العسكرية استمرت خلال النهار.
وتعد هذه الأزمة الأكثر حدة بين باكستان وأفغانستان منذ 2021، عندما سيطرت طالبان على السلطة في كابول بعد انهيار الحكومة المدعومة من الغرب. وتصاعد العنف منذ 10 أكتوبر مع تبادل الاتهامات بين البلدين بالاستفزازات المسلحة.
ووفق المصادر الصحفية، رحبت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) بوقف إطلاق النار وقالت إنها لا تزال تقيّم حجم الخسائر البشرية مشيرة إلى أن أكبر حصيلة كانت في الجنوب حيث لقي 17 مدنيًا مصرعهم وأصيب 346 آخرون في سبين بولداك على الجانب الأفغاني من الحدود.
وأضافت البعثة أنها وثقت أيضًا مقتل 16 مدنيًا على الأقل في عدة أقاليم أفغانية خلال اشتباكات سابقة داعية جميع الأطراف إلى وقف دائم للأعمال القتالية لحماية المدنيين ومنع سقوط المزيد من الضحايا.
ولم تُصدر باكستان بيانات عن الخسائر بين المدنيين على جانبها من الحدود، بينما تتهم باكستان طالبان بإيواء المسلحين وهو ما تنفيه الحركة. وأكدت السلطات الباكستانية أن الهجمات الإرهابية على أراضيها تصاعدت منذ 2021.
Web Desk




