آراء و مقالات

ChatGPT بين الغش الأكاديمي وإعادة تشكيل التعليم

صورة: chatfuel

مع تسارع التطور التكنولوجي، يشهد التعليم الجامعي جدلًا واسعًا حول دور الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية. فقد أصبح ChatGPT – أداة الذكاء الاصطناعي القادرة على إنتاج نصوص متماسكة في ثوانٍ – محور نقاش بين الأساتذة والإدارات الجامعية. فهل يمثل تهديدًا للنزاهة الأكاديمية أم فرصة لتطوير طرق التعلم والتقييم؟

في ظل الضغط الدراسي، يجد بعض الطلاب في ChatGPT وسيلة سريعة لإنجاز الواجبات والمقالات مما يثير تساؤلات حول مدى شرعية استخدامه. وقد كشفت تقارير إعلامية أن طلابًا في جامعات مرموقة مثل هارفارد (Harvard) استخدموا هذه الأداة في كتابة أبحاثهم ما دفع إدارات جامعية إلى إعادة النظر في سياساتها الأكاديمية، وفق تقرير نشرته صحيفة طلابية “The Harvard Crimson“.

ورغم ذلك، يرى بعض الأكاديميين أن المشكلة ليست في الأداة ذاتها بل في كيفية استخدامها. إذ يؤكد البروفيسور جون هاميلتون أستاذ الأدب الألماني بجامعة هارفارد: أن “هذه التكنولوجيا توفر فرصًا تعليمية لكنها قد تؤثر على مهارات التفكير النقدي إذا اعتمد عليها الطلاب بشكل مفرط”.

أمام هذا التحدي، لجأت بعض الجامعات إلى حظر استخدام ChatGPT مثلما فعلت إدارات تعليمية في نيويورك وسياتل ولوس أنجلوس. لكن على الجانب الآخر، اختارت جامعات أخرى نهجًا أكثر مرونة حيث سمحت باستخدامه ضمن ضوابط محددة مثل الإفصاح عن الاعتماد عليه في إعداد الأبحاث.

ويشير الأستاذ سوروش سغافيان المتخصص في السياسة العامة بجامعة هارفارد إلى أن “منع الطلاب من استخدام ChatGPT قد لا يكون مجديًا، تمامًا كما لم يكن ممكنًا منعهم من استخدام الإنترنت عند ظهوره”.

مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، بدأ بعض الأساتذة في تعديل استراتيجيات التدريس بدلاً من مقاومة هذه التكنولوجيا. فمثلًا، أدرجت بعض كليات اللغات تعديلات على مناهجها بحيث يتم تقييم الطلاب من خلال المحادثات الشفهية بدلاً من المقالات المكتوبة لمنع الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي.

كما بدأت بعض الجامعات بإعادة النظر في أساليب التقييم بحيث لا يقتصر الاختبار على إنتاج نصوص بل يتطلب تحليلات أعمق وإبداعًا شخصيًا وهي جوانب يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاتها.

في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال: هل يمكن إعادة تعريف العملية التعليمية بحيث يصبح ChatGPT أداة تعزز التعلم بدلاً من أن تكون وسيلة اختصار للجهد؟

يرى الخبراء أن الحل يكمن في توجيه الطلاب لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة، تمامًا كما تعلموا سابقًا كيفية التحقق من مصادر المعلومات على الإنترنت. فبدلاً من مقاومة التكنولوجيا قد يكون من الأجدى تبنيها بشكل يخدم الأهداف التعليمية مع الحفاظ على روح الإبداع والتفكير النقدي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا