حتى أكثر الأحلام غرابة، من الطيران فوق المدن إلى الهروب من امتحانات مفاجئة، تحمل قوانينها الخاصة وهناك عناصر يومية نادرا ما تتسلل إليها. أظهرت الدراسات أن خمس أشياء أساسية في حياتنا اليومية تكاد تكون غائبة تماما عن عالم النوم رغم أهميتها لنا أثناء اليقظة، وفق ما نشرته “Daily Mail“ البريطانية.
الهواتف الذكية
تُعد الهواتف الذكية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية نستخدمها لساعات طويلة للتواصل والترفيه والعمل ومع ذلك فإن ظهورها في الأحلام نادر جدا.
دراسة شملت 16 ألف حلم وجدت أن الهواتف تظهر في 3% من أحلام النساء و2% من أحلام الرجال فقط. السبب العلمي يعود إلى طبيعة الأحلام نفسها؛ فهي تطورت لمحاكاة التهديدات والمواقف العاطفية وليس لمتابعة التكنولوجيا الحديثة.
بحسب الدكتورة كيلي بولكي، الباحثة في الأحلام ومديرة قاعدة بيانات النوم، الدماغ أثناء الحلم يعمل بطريقة عاطفية ومرنة بينما تقل قدرته على التركيز وتنفيذ المهارات قصيرة المدى مثل القراءة أو استخدام الكمبيوتر.
النصوص المكتوبة والأرقام
القدرة على التعامل مع النصوص والأرقام تتراجع أثناء النوم. معظم الأحلام لا تحتوي على نصوص مكتوبة واضحة أو بيانات رقمية دقيقة. السبب يعود إلى انخفاض نشاط مراكز اللغة والحواس الدقيقة خلال مرحلة حركة العين السريعة وهي المرحلة التي تتجمع فيها غالبية الأحلام وتكون أكثر كثافة وعاطفية.
الروائح والمذاقات
حتى الحواس الأخرى مثل الشم والتذوق تكاد تختفي من الأحلام. العلماء يوضحون أن إنتاج الروائح والمذاقات معقد من الناحية العصبية ويحتاج إلى نشاط عالٍ لمراكز الحواس التي تكون منخفضة النشاط أثناء النوم العميق. لذلك، نجد أن معظم الأحلام تتجنب هذه التفاصيل الحسية الدقيقة وتترك المجال أكثر للصور والعواطف والرموز.
الانعكاس في المرآة
المرآة قد تظهر في الحلم لكن انعكاسك فيها غالبا يكون مشوها أو مختلفا تماما. قد ترى نفسك بعمر آخر بملامح غريبة أو كشخص آخر. هذه الظاهرة تعكس طبيعة الأحلام الرمزية حيث الواقع لا يُعاد إنتاجه بشكل دقيق بل يتم إعادة تشكيله بما يخدم الجانب العاطفي والإبداعي للدماغ.
الأحلام إذن ليست نسخة طبق الأصل من الحياة اليومية بل مسرح عاطفي معقد مليء بالرموز والإبداع. ما نراه فيها يعكس أحيانا مخاوفنا ورغباتنا لكنه نادرا ما يشمل التفاصيل الدقيقة للأشياء التي نألفها في يقظتنا. عالم النوم يبقى غريبا ومختلفا رغم أنه مستند إلى حياتنا الواقعية.
Web Desk
