قام العالم الدكتور ذاكر نايك بزيارة باكستان الشهر الماضي، وكانت تلك الزيارة بدعوى خاصة من الحكومة لذلك تم منحه بروتوكولاً رسميًا في كل مكان. وقد رافقه إبنه الشيخ فاروق ذاكر نايك وقام بإستقبالهم مسؤولون من الوزارة الدينية والدكتور عطا الرحمن وشمشير علي مزاري ورحبوا بهم ترحيبًا حارًا كما قدم الأطفال الزهور لهم.
كما قام الدكتور ذاكر نايك بزيارة باكستان من قبل عام ١٩٩١ م، واستقبله المرحوم الدكتور أسرار أحمد مُؤسس المنظمة الإسلامية في مؤسسته أكاديمية القرآن في لاهور. وكان ينوي زيارة باكستان مرة أخرى عام ٢٠٢٠ م لكن حالت جائحة كورونا دون ذلك، وهكذا كانت هذه الزيارة الرسمية الأولى له كضيف للدولة.
والتقى الدكتور ذاكر نايك أيضًا برئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الذي أعرب عن تقديره لجهود الدكتور نايك في الترويج لتعاليم الدين الإسلامي للعالم أجمع.
بدأت الزيارة يوم ٥ أكتوبر في باغ كويد بكراتشي حيث ألقى محاضرة حول موضوع “الغرض من حياتنا”، ويوم ١٢ أكتوبر ألقى الشيخ فاروق نايك محاضرة في موضوع “الدعوى أو الموت” وبعدها ألقى الدكتور ذاكر محاضرة موضوعها “الضرورة من القرآن”، وفي اليوم التالي ١٣ أكتوبر عُقِدَت جلسة أخرى من المحاضرات تناول فيها الشيخ فاروق ذاكر موضوع “الدين في السياق الصحيح” بينما تحدَّث الدكتور ذاكر في برنامج “إسأل دكتور ذاكر” و هي فقرة أسئلة وأجوبة مفتوحة حيث يستطيع المشاركون طرح الأسئلة مباشرة على الدكتور ذاكر ، وقد تحدَّث عن موضوع هام في استاد جناح إسلام آباد يوم ١٩ أكتوبر حيث ألقى محاضرة بعنوان “مسؤولية المهنيين المسلمين”، في تلك الزيارة كان ضيفًا للعديد من الشخصيات الدينية والسياسية.
ومن الأحداث التي وقعت أثناء هذه الزيارة والتي أثارت الجدل، انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي للدكتور ذاكر نايك وهو يغادر المسرح أثناء حضوره فعالية سويت هوم، بالإشارة لهذا الفيديو يقال أن زمرد خان رئيس منظمة باكستان سويت هوم قام بدعوة الدكتور ذاكر نايك على المسرح لتوزيع الدروع على الفتيات اليتيمات في نهاية الحفل، فغادر الأخير المسرح دون تسليم الدروع. وأشاع البعض أن الدكتور ذاكر نايك رفض تقديم الدروع بحجة أن هؤلاء الفتيات غير متزوجات ليسوا من المحارم. وضَّح الدكتور عامر هاشم خاكواني أن هذه الإدعاءات ليس لها أي أساس من الصحة وأن الواقع شئ آخر والحقيقة أن الدكتور دُعِيَ لهذه الفاعلية وهناك أجاب على الأسئلة المطروحة، وفي تلك الأثناء حان وقت رحيله لأنه تمت دعوته لمكان آخر، وطلب عامر هاشم خاكواني من رواد وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة تحري البحث و التحقق جيدًا قبل كتابة أي شيء عن أي حدث.
وألقى الدكتور ذاكر نايك في كلمة خاصة لأطفال سويت هوم الباكستانية “إنني سعيد اليوم لأنني التقيت بملائكة سويت هوم”. كذلك صرَّح الدكتور زمرد خان بأن الدكتور ذاكر هو مصدر نور للعالم الإسلامي، وبفضل الله خاطب الدكتور ذاكر نايك أطفال سويت هوم و هذا مصدر فخر لنا جميعًا.
أيضًا التقى الدكتور ذاكر والداعية الباكستاني الشهير مولانا طارق جميل في مقر إقامته وأشار بأن مقابلة مولانا طارق جميل لها تأثير مميز، والتقى الباحث البارز الدكتور ذاكر نايك برئيس مجلس الأمة سردار أياز صادق.
وعلى صعيد آخر، فقد أعربت الهند عن خيبة آمالها إزاء زيارة الداعية الإسلامي الدكتور ذاكر إلى باكستان والترحيب به، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راندير جايسوال في مؤتمر صحفي أن الهند اطلعت على التقارير الخاصة بشأن هذه الزيارة، ويقول أن هذا أمر محزن ومؤسف لكنه غير مفاجئ. وبحسب تقارير إعلامية، تم تعليق حساب الدكتور ذاكر على منصة التواصل الإجتماعي (X) في الهند فورًا بعد بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية، ويذكر أنه تم إيقاف حساب الدكتور ذاكر نايك في الهند بسبب مطالب قانونية، فهو مطلوب في الهند بتهم مختلفة.
بشكل عام كانت زيارة الدكتور ذاكر زيارة موفقة ودسمة أيضًا بالمحاضرات المفيدة للأمة الإسلامية، فقد كان شعب باكستان يشتاق لزيارة العالم الإسلامي الشهير منذ فترة طويلة. كما صرح الدكتور ذاكر أن باكستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي تم تأسيسها باسم الإسلام وأن آمال الأمة الإسلامية بأكملها معلقة بهذا البلد الذي يمتلك الطاقة النووية. وأضاف أنه عندما أتى إلى باكستان كانت لغته الأردية ضعيفة. وبالرغم من ذلك وضع الله محبته في قلوب الناس وقال أنه تلقى حبًا في باكستان لم يتلقاه في أي مكان آخر، وأنه شعر بسعادة غامرة لرؤية شغف و حب الشعب الباكستاني، وشكره وقال لم أتوقع كل هذا القدر من الحب. كما أنه حثَّ المسلمين على ضرورة “الاعتصام بحبل الله جميعًا” حتى نستطيع التغلب على أية صعاب، وأنه بالفعل رأى هذه الآية خلال زيارته لباكستان. كذلك قد أشاد بالجهود والإجراءات الأمنية الباكستانية التي كانت على أعلى مستوى.
وقال الدكتور حافظ محمد أنعام الله مدير معهد التعليم والبحوث بجامعة بيشاور، إن الشعب الباكستاني يمكن أن يستفيد بشكل كبير من زيارة الدكتور ذاكر لباكستان. لأن باكستان تعاني من أزمات في الوقت الراهن وربما ستخلق خطاباته الصبر و التسامح لدى الناس وسيدركون أن الشؤون الدنيوية من الممكن أن تكون أفضل من خلال التعاملات الدينية.
كتابة وإعداد: حنان مدحت
