
في ظل اشتداد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، أطلقت الحكومة الصينية تحذيرات رسمية من تفاقم ما يُعرف محليًا بـ”النيجوان” (involution) في إشارة إلى التنافس المفرط الذي قد يؤدي إلى سباق نحو القاع.
وذكرت تقارير إعلامية أن كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات تصنيع السيارات الكهربائية، ومن بينها شركة BYD استُدعوا إلى بكين هذا الأسبوع لحثهم على “تنظيم الذات” وتجنب تخفيضات الأسعار العشوائية التي وصفها مسؤولون بأنها تضر بالسوق وتخلق “فوضى غير منتجة”، بحسب تقرير نشرته شبكة “CNBC“.
وأشارت رابطة مصنّعي السيارات الصينية إلى أن أحد المصنعين – في إشارة ضمنية إلى BYD – أطلق جولة جديدة من التخفيضات وصلت إلى أكثر من 30% على أحد الطرازات مما أدى إلى “حالة ذعر” في السوق واشتعال حرب أسعار جديدة.
وحذّرت الرابطة من أن هذا النهج يضغط على هوامش الأرباح ويهدد سلامة المستهلك داعية الشركات إلى الالتزام بقواعد المنافسة العادلة وعدم الإغراق أو احتكار السوق.
وأكدت صحيفة “الشعب” التابعة للحزب الشيوعي أن “حروب الأسعار لا رابح فيها ولا مستقبل لها” نقلا عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات التي أعلنت عن نيتها تشديد الرقابة بالتعاون مع جهات تنظيمية أخرى.
ورغم هذا التصعيد في الخطاب الرسمي، يرى محللون أن المنافسة ستستمر بل وتشتد، خاصة في ظل فائض الإنتاج الكبير داخل السوق الصيني. وأفاد تقرير لبنك نومورا أن “المرحلة الأشد من المنافسة لم تبدأ بعد” مشيرا إلى حاجة السوق إلى عمليات دمج أو خروج بعض اللاعبين لتقليل المعروض.
وتشير البيانات إلى انخفاض متوسط سعر بيع السيارات في الصين بنسبة 19% خلال العامين الماضيين في حين تراجع سعر تصدير السيارات الصينية إلى ألمانيا من 30 ألف دولار إلى 21 ألف دولار.
وفي الوقت نفسه، ظهرت ظاهرة “غير اعتيادية” في سوق السيارات المستعملة حيث تُباع سيارات جديدة مسجّلة كمبيعات أولية على أنها مستعملة دون أن تُستخدم فعليا، وفق ما كشفه رئيس شركة Great Wall Motor.
من جانبه، صرح هي شياوبينغ، الرئيس التنفيذي لشركة Xpeng الناشئة: أن “المنافسة الحقيقية لم تبدأ بعد” معتبرا ما يحدث حاليًا مجرد “مقبلات” ومؤكدا أن شركته ستركز على التكنولوجيا والابتكار بدلا من الدخول في دوامة تخفيض الأسعار.
وفي تطور لافت، توقعت شركة شاومي أن يحقق قطاع السيارات الكهربائية لديها أرباحا خلال النصف الثاني من العام الجاري بعد أن دخلت السوق بسيارتها SU7 بأسعار منافسة لطرازات شركة تسلا.
Web Desk