ثقافة و فنمنوعات

خمسة سلوكيات سلبية في القيادة تعرقل نجاحك المهني

صورة: Future Ready Leadership

عندما نتحدث عن القيادة الناجحة يتبادر إلى الأذهان مجموعة من الصفات الإيجابية مثل: مهارات التواصل الفعال والمرونة والقدرة على التحفيز والرؤية الاستراتيجية. إلا أن الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون أن القيادة ليست فقط ما تقوم به بشكل جيد، بل تشمل أيضًا إدراك ومعالجة السلوكيات السلبية التي قد تعيق نجاحك ونجاح فريقك.

السلوكيات السلبية حتى وإن بدت بسيطة، تؤثر بمرور الوقت على الروح المعنوية للفريق وتخلق بيئة عمل غير صحية وهو ما يهدد الأداء الجماعي ويضعف فرص التميز. المشكلة أن كثيرًا من القادة لا يدركون وجود هذه السلوكيات في أدائهم اليومي مما يجعلها جزءًا من نمط إدارتهم دون وعي.

في هذا المقال، نسلط الضوء على خمسة سلوكيات سلبية شائعة في بيئات العمل ونقدم حلولًا عملية للتخلص منها، بحسب تقرير نشرته مجلةForbes.

1- الإدارة التفصيلية المفرطة (Micromanagement)

يعتقد بعض القادة أن مراقبة أدق التفاصيل دليل على الحرص والانضباط بينما في الحقيقة الإدارة التفصيلية تبث رسالة عدم الثقة في الفريق. هذا الأسلوب يجعل الموظفين أسرى التعليمات ويفقدهم القدرة على المبادرة والإبداع.

الحل يبدأ بمنح الفريق مساحة حقيقية للعمل مع تحديد الأهداف العامة بوضوح ثم الابتعاد عن التفاصيل الصغيرة. القائد الناجح هو من يركز على النتائج النهائية ويثق في فريقه لتنفيذ المهام.

2- الهروب من المواجهات

تجنب المحادثات الصعبة خاصة فيما يتعلق بالأداء المتدني أو السلوكيات الخاطئة، يؤدي إلى تراكم المشكلات وخلق مناخ سلبي داخل الفريق.

القائد المحترف يدرك أن المواجهة البناءة جزء أساسي من تطوير الأداء ويحرص على تقديم الملاحظات بشكل مباشر وموضوعي مع التركيز على الحلول بدلاً من الاتهامات.

3- نسب النجاح لنفسك وإلقاء اللوم على الفريق

من أخطر السلوكيات التي تهدد أي فريق شعور أعضائه بأن قائدهم يتنصل من المسؤولية عند الفشل بينما يستحوذ على الأضواء عند النجاح.

الثقة تُبنى عندما يشعر الموظفون بأن قائدهم يعترف بفضلهم ويقف بجانبهم عند الأزمات. القادة الحقيقيون يستخدمون كلمة “نحن” عند النجاح ويتحملون المسؤولية كاملة عند الفشل.

4- ضعف الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي لم يعد رفاهية بل أصبح مهارة أساسية لكل قائد. القدرة على قراءة مشاعر الآخرين والتعاطف معهم والتفاعل بشكل متزن تحت الضغوط كلها عوامل تحدد نجاح القائد في بناء جسور الثقة مع فريقه.

غياب هذه المهارة يجعل القائد يبدو قاسيًا أو منفصلًا عن فريقه مما يؤدي إلى تآكل الثقة تدريجيًا. الحل يبدأ بتطوير الوعي الذاتي وممارسة الإنصات الفعّال والحرص على خلق مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر داخل الفريق.

5- إهمال تطوير الأفراد

القائد الذي ينشغل بتحقيق الأهداف قصيرة المدى على حساب الاستثمار في تطوير فريقه يخاطر بفقدان أفضل كوادره على المدى الطويل.

الاستثمار في التدريب والتطوير وتوفير فرص للنمو المهني والاحتفال بالإنجازات الفردية كلها رسائل إيجابية تعزز الولاء وتخلق بيئة عمل جاذبة للكفاءات.

في الختام، القيادة رحلة مستمرة من التعلم والتطور. القائد الناجح لا يكتفي بمطالبة فريقه بالتغيير بل يكون أول من يبدأ بنفسه ويصبح قدوة حقيقية في ثقافة التحسين المستمر.

إذا أردت أن تصبح قائدًا متميزًا فلا تبحث عن الكمال بل عن التطور الدائم والوعي الذاتي والشجاعة لمواجهة عيوبك قبل نقاط قوتك.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا