
فريق UrKish News
شهد الشرق الأوسط، الاثنين 13 أكتوبر 2025، يوما اعتبره كثيرون تحولا سياسيا وتاريخيا بعد عامين من القتال بين إسرائيل وحركة حماس، انتهى بإعلان وقف شامل لإطلاق النار وتبادل للأسرى وقمة سلام عالمية استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
الحدث بدأ بإفراج حركة حماس عن آخر الأسرى الإسرائيليين الأحياء داخل قطاع غزة، وعددهم 20، في إطار اتفاق شامل لوقف النار أشرفت عليه الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين في دفعة أولى من أصل نحو ألفي معتقل من المقرر الإفراج عنهم ضمن الاتفاق.
تفاصيل تبادل الأسرى
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلّم جميع الأسرى الأحياء بعد نقلهم بواسطة الصليب الأحمر من غزة إلى تل أبيب حيث استقبلهم الآلاف في “ساحة الرهائن” وسط مشاهد احتفال بالعودة. وفي الجانب الآخر، عمّت الفرحة مدن غزة والضفة الغربية واحتشدت عائلات الأسرى أمام المستشفيات والمعابر لاستقبال ذويهم وسط مشاعر مختلطة بين الفرح والحزن على ضحايا الحرب.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن استشهاد نحو 68 ألف فلسطيني فيما دمرت أجزاء كبيرة من القطاع. كما أشارت إلى أن آلاف السكان عادوا إلى بقايا منازلهم بعد وقف الهجوم الإسرائيلي الشامل.
ترامب: “السماء صافية والمدافع صامتة”
وفي كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الحرب “كابوس طويل انتهى أخيرا” مضيفا أن “السماء صافية والمدافع صامتة والشمس تشرق على أرض مقدسة أصبحت أخيرا في سلام”.
وأكد ترامب أن الاتفاق يمثل “المرحلة الأولى من سلام شامل” بين الإسرائيليين والفلسطينيين مشيدا بجهود الوساطة التي شاركت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا لإنهاء القتال وتثبيت الهدنة.
قمة شرم الشيخ للسلام
وفي تطور لافت، استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية في اليوم نفسه “قمة السلام 2025” بمشاركة أكثر من 20 زعيما من الشرق الأوسط وأوروبا والعالم بهدف مناقشة مستقبل غزة وخطط إعادة إعمارها وترسيخ الهدنة الجديدة.
وخلال القمة، وقّع الرئيسان ترامب والسيسي إلى جانب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان “وثيقة شرم الشيخ للسلام” التي نصّت على التزام مشترك بتحقيق رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار في المنطقة ودعت إلى التسامح والمساواة بين الشعوب بغض النظر عن العرق أو الدين.
وقال السيسي خلال كلمته في القمة إن الاتفاق “يغلق صفحة أليمة في تاريخ البشرية ويفتح الباب أمام عهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط” مؤكدا دعم مصر لتنفيذ حل الدولتين باعتباره “الطريق الوحيد لتحقيق الطموحات المشروعة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.
غياب إسرائيل وحماس عن القمة
لم يحضر القمة أي ممثل عن إسرائيل أو حركة حماس، فيما شارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصافح ترامب علنا في مشهد وصفه مراقبون بأنه مؤشر على توجه جديد لمنح السلطة الفلسطينية دورا محوريا في إدارة قطاع غزة مستقبلا.
وخلال كلمته، وصف ترامب ما تحقق بأنه “يوم عظيم للشرق الأوسط” مضيفا أن “هذا الاتفاق سيصمد وأن مرحلة جديدة من السلام بدأت”. كما أشاد بدور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تحقيق الاستقرار واصفا إياه بـ”القائد الملهم الذي يعمل بجد من أجل مستقبل أفضل لبلاده والمنطقة”.
تحديات ما بعد الحرب
ورغم حالة التفاؤل التي سادت القمة، تبقى عقبات عديدة أمام تثبيت الهدنة أبرزها مصير 26 أسيراً لم يُعرف مكان دفنهم ومستقبل حكم حركة حماس في القطاع وآلية إعادة الإعمار.
وأكد منسق المساعدات في الأمم المتحدة توم فليتشر ضرورة الإسراع في إدخال الوقود والغذاء والدواء وتوفير المأوى للنازحين مشيرا إلى أن “إغاثة المدنيين في غزة ستكون الاختبار الحقيقي لنجاح اتفاق السلام”.
وفي ختام هذا اليوم الذي سيسجله التاريخ، بدت غزة لأول مرة منذ عامين بلا أصوات انفجارات ولا صفارات إنذار بينما ارتفعت في شرم الشيخ أصوات التصفيق لزعماء وقّعوا وثيقة حملت عنوان “السلام 2025“.
مشهدان متوازيان، أحدهما على أرض أنهكتها الحرب والآخر في مدينة مصرية احتضنت الأمل، يلخصان بداية مرحلة جديدة للشرق الأوسط، يوم 13 أكتوبر، اليوم الذي صمتت فيه المدافع وبدأ فيه الكلام عن سلام طال انتظاره.
المصدر: وكالات الأنباء




