آراء و مقالات

تحالفات متغيرة وصراعات متجددة: لماذا يتزايد الحديث عن حرب عالمية ثالثة؟

تعبيرية (غيتي)

في ظل التوترات المتصاعدة في عدة مناطق حول العالم يطرح العديد من الخبراء والساسة سؤالًا ملحًا: هل نحن على وشك الدخول في حرب عالمية ثالثة؟ مع تجدد القتال في غزة واحتمالية انهيار الهدنة في أوكرانيا وحروب تجارية محتدمة بين القوى الكبرى، يبدو أن العالم يواجه خطرًا متزايدًا من اندلاع صراع عالمي جديد.

الشرق الأوسط: من غزة إلى إيران
تجددت الصراعات في الشرق الأوسط حيث أسفرت الهجمات الجوية الإسرائيلية على غزة عن مئات القتلى مما أثار مخاوف من أن المنطقة قد تكون على حافة مرحلة جديدة من عدم الاستقرار. بعد أشهر من الهدنة بين حماس وإسرائيل التي كانت بمثابة أمل في إعادة ضبط الأمور، فجّر الهجوم المفاجئ المخاوف من عودة القتال مجددًا. في الوقت نفسه، هناك تصاعد للتوترات في لبنان وسوريا حيث يعاني حزب الله من ضغوط متزايدة وتشهد سوريا تدهورًا قد يهدد بتحويلها إلى ساحة حرب أهلية أخرى.

على الصعيد الإقليمي الأوسع، شهدت الولايات المتحدة تصعيدًا في حملتها ضد إيران ووكيلها الحوثي في اليمن. هذه التحركات بالإضافة إلى تزايد المخاوف من برنامج إيران النووي، تزيد من احتمال اندلاع صراع أوسع قد يشمل القوى الكبرى. إيران نفسها في وضع صعب حيث تهدد علاقاتها مع الغرب بتصعيد حروب بالوكالة في المنطقة ما قد يجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة معها.

روسيا وأوكرانيا: الحرب على أبواب أوروبا
في الجبهة الأوروبية، تزداد المخاوف بشأن الحرب في أوكرانيا. ثلاثة أعوام بعد غزو موسكو لا يزال الصراع يهدد بتوسيع رقعته إلى دول الجوار الأوروبي. مع استمرار القتال في أوكرانيا يبقى التهديد قائمًا بأن روسيا قد تمد يدها إلى دول مثل بولندا ودول البلطيق في حال فشلت أوكرانيا في صد الهجوم الروسي. هذا السيناريو سيجبر حلف الناتو على الانخراط بشكل مباشر في صراع شامل مع موسكو وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد عالمي إذا تدخلت القوى الكبرى الأخرى مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران.

الصين والولايات المتحدة: حرب باردة جديدة؟
التوترات بين الولايات المتحدة والصين تزداد حدة خاصة في ضوء الحرب التجارية المتصاعدة التي تهدد بانقسام العالم إلى كتل اقتصادية. ومع التركيز على تايوان التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، يزداد القلق من احتمال نشوب نزاع عسكري بين القوتين العظميين. وبالرغم من أن التركيز الحالي على التوترات الاقتصادية إلا أن العديد من المحللين يرون أن هذه التوترات قد تتصاعد إلى حرب مفتوحة ما سيكون له عواقب مدمرة ليس فقط على المستوى العسكري بل أيضًا على الاقتصاد العالمي.

كوريا الشمالية: تهديدات نووية وتحديات أمنية جديدة
على جبهة أخرى، تواصل كوريا الشمالية تحديث ترسانتها النووية والصاروخية في ظل تدهور علاقاتها مع جيرانها. بعد انهيار محادثات نزع السلاح مع الولايات المتحدة في 2019، أصبح التهديد النووي الكوري الشمالي أكثر وضوحًا. في خطوة مفاجئة، أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بداية 2024 أنه قد تخلى عن فكرة المصالحة مع كوريا الجنوبية وهو ما يهدد بزيادة التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية.

هل نحن في حرب عالمية ثالثة؟
بينما لا يمكن الجزم بأننا على وشك الدخول في حرب عالمية ثالثة، فإن المؤشرات الحالية تشير إلى أن العالم قد يكون في لحظة حاسمة. مع تزايد التوترات بين القوى الكبرى في أوروبا وآسيا ووجود العديد من بؤر التوتر في الشرق الأوسط، فإن احتمال اندلاع صراع شامل يبدو أقرب من أي وقت مضى. يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن القوى الكبرى من تجنب التصعيد أم أن العالم سيدخل في مرحلة جديدة من الحرب الكبرى؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.

المقال باللغة الإنجليزية نشره موقع “The Week” وتم نقله إلى اللغة العربية بواسطة عبدالرؤوف حسين، والآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا