آراء و مقالاتالصحة

دراسة: الرجال أكثر عرضة للوفاة من “متلازمة القلب المكسور” رغم انتشارها بين النساء

تعبيرية (neurosciencenews)

فريق UrKish News

كشفت دراسة طبية حديثة نُشرت في دورية جمعية القلب الأمريكية (Journal of the American Heart Association) عن مفارقة لافتة في ما يُعرف بـ”متلازمة القلب المكسور” (Broken Heart Syndrome) أو ما يُعرف طبيا باسم اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو (Takotsubo)؛ فرغم أن النساء يشكلن النسبة الأكبر من المصابين إلا أن الرجال هم الأكثر عرضة للوفاة بسبب هذه الحالة القلبية المفاجئة.

وتُعد المتلازمة أحد أنواع قصور القلب الحاد الذي يُصيب البطين الأيسر ويحدث نتيجة ضغوط نفسية أو جسدية مفاجئة مثل وفاة شخص عزيز أو التعرّض لصدمات عاطفية أو جسدية حادة. وتؤدي هذه الحالة إلى ضعف مؤقت في قدرة القلب على ضخ الدم ما يُهدد حياة المريض في بعض الحالات.

أرقام لافتة: إصابات نسائية ووفيات رجالية
حللت الدراسة بيانات حوالي 199,890 مريضا تم تشخيصهم بهذه المتلازمة بين عامي 2016 و2020 جميعهم فوق سن 18 عامًا. وبيّنت النتائج أن النساء شكّلن 83% من إجمالي الحالات في حين لم تتجاوز نسبة الرجال 17%.

إلا أن المفاجأة كانت في معدلات الوفيات: إذ بلغت نسبة الوفاة بين النساء 5.5% مقابل 11.2% لدى الرجال — أي أن الرجال كانوا أكثر عرضة للوفاة بمعدل يزيد عن الضعف ما يسلّط الضوء على خطر هذه المتلازمة الذي قد يكون خفيا بالنسبة للجنس الذكوري.

مضاعفات خطيرة
وأظهرت الدراسة أن مضاعفات “متلازمة القلب المكسور” لا تقتصر على الوفاة فحسب بل تشمل حالات خطيرة تهدد حياة المريض وتؤثر على جودة حياته. فقد عانى 35.9% من المرضى من فشل القلب الاحتقاني، بينما ظهرت حالات رجفان أذيني في 20.7% من المرضى. كما سُجلت حالات صدمة قلبية لدى 6.6% وسُجلت سكتات دماغية لدى 5.3%، في حين عانى 3.4% من توقف مفاجئ في القلب.

دعوة لتحسين الرعاية الطبية
ورغم أن الدراسة امتدت على مدى أربع سنوات، فإنها لم تُسجّل أي تحسن في معدلات الوفاة أو تراجع في المضاعفات مما دفع الباحثين إلى إطلاق دعوة عاجلة لتحسين بروتوكولات العلاج والرعاية الصحية المقدمة لهؤلاء المرضى.

وجاء في توصيات الدراسة:
“ينبغي على الفرق الطبية أن تعيد النظر في أساليب رعاية مرضى متلازمة تاكوتسوبو مع ضرورة فهم الفروق البيولوجية والنفسية بين الجنسين التي تؤدي إلى اختلاف في النتائج الصحية والمضاعفات.”

ما وراء القلب: أثر الضغوط النفسية
ويُعد هذا النوع من اعتلال عضلة القلب أحد أبرز الأمثلة على العلاقة القوية بين الحالة النفسية والجسدية حيث يؤدي التوتر العاطفي أو الجسدي المفاجئ إلى خلل مباشر في وظيفة القلب. ويؤكد الأطباء أن المتابعة النفسية والدعم العاطفي قد يكونان بنفس أهمية العلاج الدوائي في بعض الحالات.

ففي الختام رغم شيوع “متلازمة القلب المكسور” بين النساء إلا أن نتائجها الصحية قد تكون أكثر فتكا عند الرجال ما يستدعي وعيًا أكبر من الأطباء والمرضى على حد سواء. وفي ضوء هذه المعطيات، تبدو الحاجة ملحّة لتطوير أساليب تشخيص وعلاج تتناسب مع الفروق بين الجنسين وتمنح لكل مريض رعاية صحية عادلة وفعالة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا