
الدوحة – أعلنت وزارة الخارجية القطرية الأحد أن باكستان وأفغانستان توصلتا إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار خلال محادثات رعتها قطر في الدوحة بعد تصاعد التوترات الحدودية ومقتل أكثر من عشرة أشخاص في غارات جوية باكستانية أعقبت انهيار هدنة سابقة.
وقالت الوزارة في بيان إن الجانبين اتفقا على وقف إطلاق النار فورا وإنشاء آليات مشتركة لترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين البلدين مع عقد اجتماعات متابعة خلال الأيام المقبلة لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل مستدام.
وأكدت الدوحة تطلعها إلى أن يسهم الاتفاق في إنهاء التوترات المستمرة على الحدود بين الجارتين مشيدة بالتزام الطرفين بخيار الحوار.
Statement | Pakistan and Afghanistan Agree to an Immediate Ceasefire During a Round of Negotiations in Doha#MOFAQatar pic.twitter.com/fPXvn6GaU6
— Ministry of Foreign Affairs – Qatar (@MofaQatar_EN) October 18, 2025
من جانبه، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجه محمد آصف إن بلاده وأفغانستان ستحترمان الاتفاق الموقع في الدوحة مشيرا إلى أن جولة جديدة من المباحثات ستُعقد في 25 أكتوبر الجاري في إسطنبول لمتابعة تنفيذ التفاهمات.
وشارك في المحادثات وفدان رفيعا المستوى من البلدين حيث ترأس الجانب الباكستاني وزير الدفاع خواجه آصف بمشاركة كبار القادة الأمنيين، بينما قاد الجانب الأفغاني وزير الدفاع الملا يعقوب ورئيس الاستخبارات الأفغاني الملا عبد الحق واثق وذلك برعاية رئيس جهاز الاستخبارات القطري عبد الله بن محمد الخليفة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية إن المحادثات ركزت على إنهاء الهجمات الإرهابية عبر الحدود وضمان أمن المنطقة مؤكدا أن إسلام آباد لا تسعى إلى التصعيد وتثمّن جهود الوساطة القطرية.
وأشار إلى أن الوفد الباكستاني حمل معه أدلة وملفات تتعلق بهجمات حركة طالبان باكستان (TTP) والمطلوبين المتورطين فيها مطالبا طالبان الأفغانية باتخاذ إجراءات واضحة ضد الجماعات المسلحة داخل أراضيها.
وشهدت العلاقات بين البلدين توترا منذ 12 أكتوبر الجاري بعد مواجهات وغارات جوية باكستانية أسفرت عن سقوط قتلى مدنيين في ولاية باكتيكا، وفق ما أعلنت السلطات الأفغانية، بينما أكدت مصادر أمنية باكستانية أن الغارات استهدفت عناصر مرتبطة بحركة طالبان باكستان عقب مقتل عسكريين باكستانيين في شمال وزيرستان.
وأدت هذه التوترات إلى إغلاق المعابر الحدودية وتعليق حركة التجارة بين البلدين ما تسبب في تعطّل آلاف الشاحنات وخسائر بمليارات الروبيات.
وفي إسلام آباد، وجّه قائد الجيش الباكستاني المشير سيد عاصم منير تحذيرا إلى حركة طالبان داعيا إلى وقف نشاط الجماعات المسلحة التي تستخدم الأراضي الأفغانية في تنفيذ هجمات ضد بلاده مؤكدا استعداد القوات الباكستانية للرد على أي عدوان. كما دعا الهند إلى الالتزام بمبادئ المساواة والاحترام المتبادل في التعامل مع القضايا العالقة.
من جانبها، أعلنت حركة طالبان الأفغانية أنها لن ترد عسكريا على الهجمات الباكستانية خلال فترة المفاوضات احتراما للوساطة القطرية وأكد المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد أن الحركة أوقفت عملياتها مؤقتا دعما للمسار التفاوضي لكنها تحتفظ بحق الرد في حال فشل الجهود السياسية.
وتستمر المفاوضات في الدوحة وسط مساعٍ قطرية حثيثة لإرساء التهدئة بين الجانبين بعد أيام من التصعيد الذي ألقى بظلاله على الأمن الإقليمي والتبادل التجاري بين باكستان وأفغانستان.
Web Desk




