اخبار سياسة

انضمام كازاخستان إلى اتفاقات أبراهام يغيّر معادلات آسيا الوسطى

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف (أكس)

وكالات – أعلنت كازاخستان مساء الخميس انضمامها إلى اتفاقات أبراهام في خطوة غير متوقعة أثارت اهتماما دوليا واسعا ما أعاد تسليط الضوء على توازنات آسيا الوسطى بين القوى العالمية.

وقالت الحكومة الكازاخستانية في بيان رسمي إن الخطوة تمثل امتدادا لسياسة البلاد الخارجية القائمة على الحوار والاحترام المتبادل ضمن نهج “التوازن المتعدد” الذي تتبناه أستانا منذ استقلالها عام 1991.

ويرى محللون أن القرار يعكس رغبة كازاخستان في تأكيد استقلالها السياسي وسط بيئة إقليمية معقدة خاصة بعد الحرب في أوكرانيا التي دفعت دول آسيا الوسطى إلى تنويع تحالفاتها الاقتصادية والدبلوماسية.

وتُعد كازاخستان أكبر دولة حبيسة في العالم بمساحة 2.7 مليون كيلومتر مربع وتشكل جسرا بين أوروبا وآسيا. وتحتفظ بعلاقات استراتيجية مع روسيا ضمن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بينما تُعد الصين شريكها التجاري الأول عبر استثمارات ضخمة في مشروعات “الحزام والطريق“.

لكن تصاعد النفوذ الصيني أثار مخاوف داخلية دفعت القيادة الكازاخستانية إلى فتح قنوات أوسع مع الغرب لتجنب الارتهان لأي طرف.

ويُعد انضمام كازاخستان، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة ترتبط بعلاقات رسمية مع إسرائيل منذ التسعينيات، توسعا غير مسبوق لاتفاقات أبراهام نحو آسيا الوسطى. ويرجح مراقبون أن تفتح الخطوة الباب أمام تعاون اقتصادي وتقني في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة وتحلية المياه، وفق صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.

وقال الخبير في شؤون آسيا الوسطى نزار كاريباييف لقناة “فرانس 24” إن الانضمام يوجه رسالة مزدوجة، الأولى إلى الغرب بأن أستانا شريك موثوق والثانية إلى موسكو وبكين بأنها صاحبة قرار مستقل.

من جانبها، اعتبرت واشنطن الخطوة مؤشرا على تراجع النفوذ الروسي في المنطقة وسعيا أمريكيا لاستعادة دورها بعد انسحابها من أفغانستان عام 2021. بينما أكدت موسكو عبر مصدر في الخارجية الروسية أن “لكل دولة حرية إدارة علاقاتها الخارجية” مشددة على أن كازاخستان تبقى شريكا أساسياً لها.

أما الصين، فالتزمت الصمت الرسمي لكن صحيفة “جلوبال تايمز” حذرت من “تحويل الاتفاقات إلى أداة ضغط سياسي في آسيا الوسطى”.

وفي تأكيد رسمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الجمعة انضمام كازاخستان إلى اتفاقات أبراهام مشيرا عبر منصته “تروث سوشيال” إلى أنه أجرى اتصالا هاتفيا وصفه بـ”الرائع” بين الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووصف ترامب الخطوة بأنها “كبيرة إلى الأمام” نحو مزيد من السلام والازدهار مؤكداً أن كازاخستان أول دولة في ولايته الثانية تنضم إلى الاتفاقات ولن تكون الأخيرة.

ويرى مراقبون أن انضمام كازاخستان يحمل بعدا رمزيا يعزز استقلال قرارها الخارجي ويوسع في الوقت ذاته نطاق اتفاقات أبراهام خارج الشرق الأوسط التقليدي بما يخدم مصالح الولايات المتحدة في إعادة تموضعها الاستراتيجي بالمنطقة.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى