آراء و مقالات

سباق مقاتلات الجيل السادس: هل فقدت واشنطن التفوق الجوي؟

J-36 و F-47 مقاتلات الجيل السادس (IDA)

غابرييل هونرادا

في وقت أعلنت فيه وزارة القوات الجوية الأمريكية عن منح شركة “بوينغ” (Boeing) عقد تطوير المرحلة التصنيعية لمقاتلتها الجديدة من الجيل السادس “F-47”، جاءت المفاجأة من الصين التي يبدو أنها تجاوزت هذا الطور بكثير مع دخول طائرتها “J-36” مرحلة الاختبار الفعلي في السماء.

الولايات المتحدة التي لطالما تصدرت السباق العالمي في تقنيات الطيران العسكري، تبدو اليوم في موقع المتأخر. فبينما لا تزال مقاتلتها F-47 في مرحلة التصميم شوهدت المقاتلة الصينية J-36 تحلّق بالفعل في أجواء مدينة تشنغدو ما يؤكد أنها دخلت مرحلة الاختبارات الجوية متقدمة بخطوات واضحة على نظيرتها الأمريكية.

F-47… مشروع طموح بمستقبل مجهول
الطائرة F-47 تمثل حجر الأساس في برنامج “الهيمنة الجوية للجيل القادم” (NGAD) والذي يهدف إلى ضمان تفوق الولايات المتحدة الجوي في العقود القادمة. المشروع يعتمد على تقنيات متقدمة تشمل التخفي ودمج المستشعرات والذكاء الاصطناعي والضربات بعيدة المدى، مع تصميم معياري يسمح بتحديثه بسهولة.

وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث وصف المشروع بأنه “رسالة واضحة على التزام أمريكا بتأمين سمائها وحلفائها”. فيما أكد رئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد ألوين أن F-47 ستكون “عنصرًا حاسمًا في الصراع الجوي المستقبلي”.

ورغم هذه التصريحات المتفائلة، تبقى F-47 في مراحل التطوير الأولية دون أي نموذج أولي طائر حتى الآن، الأمر الذي يثير تساؤلات عن قدرتها على مواكبة التطور السريع في شرق آسيا.

J-36… التنين الصيني يحلّق أولًا
في المقابل، تبدو الصين قد حسمت أمرها. فمقاتلة J-36، التي كشفت عنها رسميًا في ديسمبر 2024 تُعدّ بحسب الخبراء قفزة نوعية في مجال الطيران الحربي. بتصميمها المبتكر الخالي من الذيل الرأسي وأجنحتها مزدوجة الدلتا وثلاثة محركات قادرة على الطيران بسرعة فوق صوتية دون الحاجة للحارق اللاحق، تتجاوز هذه المقاتلة العديد من القيود التقنية التي تواجه الطائرات الغربية.

كما تتمتع J-36 بقدرات شبحية متقدمة وأسلحة داخلية ضخمة ومدى طويل ما يجعلها تهديدًا فعليًا لأي قوة جوية منافسة، خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويبدو أن الصين لم تكتفِ بالكشف بل تعمدت تسريب لقطات للطائرة وهي تحلق في توقيت متزامن مع الإعلان الأمريكي عن F-47، في رسالة ضمنية تؤكد تفوقها في هذا السباق.

هل خسرت أمريكا السبق؟
يؤكد محللون أن التطور السريع في برنامج الصين يعكس فاعلية نظام اتخاذ القرار لديها مقارنة بالتعقيدات البيروقراطية التي تواجهها برامج الطيران الأمريكية مثل ما حدث سابقًا مع المقاتلة F-35 التي وُصفت مرارًا بأنها “الأغلى والأبطأ تطورًا في التاريخ العسكري الأمريكي”.

ويشير تقرير لموقع Aviation Geek Club إلى أن بكين نجحت في تطوير نموذجين من الجيل السادس خلال عام 2024 وحده وهو ما يُعد إنجازًا غير مسبوق، يضع واشنطن في موقف الدفاع بدل الهجوم، كما أفاده موقع “Asia Times“.

في المقابل، لا تزال واشنطن تراهن على قدرات الـ F-47 خاصة أنها – بحسب تقارير – ستتفوق في المدى القتالي (أكثر من 1800 كم بدون الحاجة للتزود بالوقود) ما يتيح تنفيذ عمليات من قواعد آمنة وبعيدة عن متناول الصواريخ الصينية.

سباق لم يُحسم بعد
رغم أن الصين قطعت شوطًا مهمًا في سباق مقاتلات الجيل السادس إلا أن الولايات المتحدة ما زالت تملك أوراقًا قوية أبرزها تفوقها الصناعي والتكنولوجي وتحالفاتها العالمية ونظام اختبار صارم يضمن جاهزية أي سلاح قبل إدخاله الخدمة.

لكن الواقع يؤكد أن السباق لم يعد من طرف واحد. التنين الصيني يحلّق بثبات والنسر الأمريكي مجبر على الطيران بسرعة أكبر… وإلا، قد يجد نفسه متأخرًا عن القمة لأول مرة منذ الحرب الباردة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا