
في ظل نمط الحياة العصري الذي يعتمد بشكل متزايد على الجلوس لساعات طويلة سواء في العمل أو المنزل، تتزايد المخاوف بشأن التأثيرات السلبية لهذا السلوك على الصحة العامة. إلا أن دراسة طبية حديثة أجرتها جامعة إديث كوان في أستراليا كشفت أن ممارسة تمارين بسيطة لمدة خمس دقائق يوميًا يمكن أن تقلل بشكل كبير من المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة.
تمارين قصيرة.. فوائد كبيرة
أوضحت الدراسة أن التمارين اللامركزية (Eccentric Exercises) مثل صعود السلالم، تساهم في تحسين اللياقة البدنية وتعزيز الصحة العقلية. وقد شارك في البحث عدد من الأفراد الذين مارسوا تمارين منزلية مثل تمارين الضغط على الحائط والوقوف والجلوس على الكراسي وصعود السلالم، وذلك لمدة أربعة أسابيع متواصلة.
وأظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في قوة العضلات ومرونتها ولياقتها البدنية، إلى جانب تحسن واضح في الصحة العقلية مما يشير إلى أن مجرد بضع دقائق من التمارين اليومية قد تكون كافية لتعويض ساعات الجلوس الطويلة.
بديل عملي لصالات الرياضة
أكد الباحثون أن هذه التمارين سهلة التنفيذ ولا تتطلب معدات خاصة أو الذهاب إلى صالات الرياضة مما يجعلها خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يجدون صعوبة في تخصيص وقت لممارسة الرياضة. كما يمكن دمجها بسهولة ضمن الروتين اليومي دون التأثير على المهام المعتادة.
أهمية التمارين مع التقدم في العمر
أشار الباحثون إلى أن اللياقة البدنية تتراجع مع التقدم في العمر بمعدل 1-2% سنويًا مما يعني أن الشخص في سن الخمسين يمتلك لياقة أقل بنسبة 20% مقارنة بشخص في الثلاثينيات من عمره. ولذلك، فإن تبني روتين رياضي يومي ولو لبضع دقائق، ضروري للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية والحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والإصابات والتدهور النفسي.
نتائج مشجعة ودعوة للتطبيق
تم نشر نتائج هذه الدراسة في المجلة الأوروبية لعلم وظائف الأعضاء التطبيقي (European Journal of Applied Physiology) حيث أوصى الباحثون بجعل هذه التمارين جزءًا من الحياة اليومية، خاصة لمن يقضون ساعات طويلة جالسين مؤكدين أن القليل من الجهد اليومي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في صحة الفرد على المدى الطويل.
Web Desk