
يواجه العالم خطرًا متزايدًا بسبب الاحتباس الحراري (Global Warming) حيث تشير دراسة حديثة إلى أن حرارة الأرض قد ترتفع بمقدار 7 درجات مئوية (12.6 درجة فهرنهايت) بحلول عام 2200 حتى مع تقليل انبعاثات الكربون إلى مستويات متوسطة. الدراسة التي أجراها علماء في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ (PIK) بألمانيا، تحذر من أن هذا الارتفاع الهائل قد يؤدي إلى موجات حر قاتلة ومجاعات وفيضانات كارثية تهدد الحياة على الكوكب، وفقا لصحيفة “Daily Mail” البريطانية.
رغم الجهود المبذولة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، لا تزال التغيرات المناخية تتسارع بمعدلات تنذر بالخطر. يعتمد الاحتباس الحراري على تراكم غازات مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان التي تنتج عن حرق الوقود الأحفوري كالغاز والفحم. لكن العلماء يؤكدون أن هذه الغازات تنبعث أيضًا من مصادر طبيعية مثل الثورات البركانية وتنفس النباتات وزفير الحيوانات مما يجعل السيطرة عليها أكثر تعقيدًا.
استندت الدراسة إلى نموذج حاسوبي متقدم يسمى CLIMBER-X والذي يحاكي سيناريوهات الاحتباس الحراري المستقبلية بناءً على التغيرات الفيزيائية والبيولوجية والكيميائية في الغلاف الجوي والمحيطات. ووفقًا لهذا النموذج، فإن التوقعات المناخية التقليدية قد تكون قللت من حجم المخاطر لأن معظم الدراسات السابقة لم تأخذ في الاعتبار حلقات التغذية الراجعة التي تزيد من سرعة الاحترار العالمي.
تحذر الدراسة من أن ارتفاع الحرارة قد يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات المناخية المتسلسلة تُعرف باسم “حلقات التغذية الراجعة لدورة الكربون” حيث يؤدي تغير معين في المناخ إلى تفاقم تغير آخر. على سبيل المثال، تساهم الأمطار الغزيرة في نمو أعشاب قابلة للاشتعال وعند جفافها تزيد من حرائق الغابات المدمرة كما يؤدي ذوبان التربة الصقيعية إلى إطلاق المزيد من ثاني أكسيد الكربون والميثان مما يزيد من ارتفاع درجات الحرارة.
تؤكد الدراسة أن تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى إبقاء الاحترار العالمي أقل من 2 درجة مئوية أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى. ويشير الباحثون إلى أن الوقت المتاح لتحقيق هذا الهدف “ينفد بسرعة” مما يستلزم إجراءات جذرية وفورية لخفض الانبعاثات.
في هذا السياق، يقول ماتيو ويليت الباحث المشارك في الدراسة: “خفض الكربون يجب أن يكون أسرع مما كان متوقعًا للحفاظ على إمكانية تحقيق أهداف اتفاقية باريس.”
أما يوهان روكستروم المدير المشارك لمعهد PIK، فيحذر من أن التغيرات المناخية بدأت بالفعل في الخروج عن السيطرة، قائلاً: “نرى بالفعل دلائل على أن نظام الأرض يفقد قدرته على التكيف مما قد يؤدي إلى تفاقم الاحترار العالمي بطرق لم تكن متوقعة.”
وقّعت اتفاقية باريس في عام 2015 وهي تهدف إلى الحد من تغير المناخ عبر عدة أهداف من بينها إبقاء الزيادة في درجات الحرارة أقل من 2 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية والسعي للحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية لتقليل المخاطر البيئية، بالإضافة إلى الوصول إلى ذروة الانبعاثات العالمية في أسرع وقت ممكن، وإجراء تخفيضات سريعة للانبعاثات بعد ذلك وفقًا لأحدث الأبحاث العلمية.
تشير الدراسات إلى أن 25% من مناطق العالم قد تواجه جفافًا غير مسبوق إذا لم يتم الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية. وهذا يعني أن المجاعات والفيضانات وحرائق الغابات قد تصبح أكثر تكرارًا وشدة ما لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة.
تحذر الدراسة من أن التصرفات التي نقوم بها اليوم ستحدد مستقبل الحياة على الأرض لعدة قرون قادمة. إن الوقت لم يعد في صالحنا ويجب أن تكون الاستجابة أسرع وأشد صرامة لتجنب كارثة مناخية غير مسبوقة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.
Web Desk