في خطوة استثنائية قدمت النائبة النيوزيلندية هانا روهيتي مايبي كلارك البالغة من العمر 21 عامًا رقصة الهاكا التقليدية مصحوبة بأداء كلمات من أغنية “Ka Mate” الشهيرة ضمن التراث الماوري خلال خطابها في البرلمان. الأغنية التي تُستخدم غالبًا في طقوس الهاكا تحكي قصة انتصار وشجاعة ما جعلها تعبيرًا مؤثرًا عن اعتزاز النائبة بهويتها الثقافية.
أغنية “كا ماتِ” (Ka Mate) هي واحدة من أكثر العناصر الثقافية شهرةً في تراث شعب الماوري الأصلي لنيوزيلندا. تعتبر هذه الأغنية جزءاً من رقصة “هاكا” الشهيرة التي تُجسد شكلاً من أشكال التعبير الثقافي العميق. يختلط فيها الأداء الحركي بصيحات جماعية تحمل معاني البقاء والقوة والانتصار. الأغنية مرتبطة بقصة شخصية لزعيم ماوري بارز عاش لحظة مواجهة بين الحياة والموت لكنها تطورت لتصبح رمزاً وطنياً يعبر عن التضامن والإرادة الجماعية.
القصة التاريخية وراء الأغنية:
كُتبت أغنية “كا ماتِ” في أوائل القرن التاسع عشر على يد تي راوپاراها (Te Rauparaha) زعيم قبيلة نغاتي تو رانغاتييرا (Ngāti Toa Rangatira).
كان تي راوپاراها في وضع محفوف بالخطر حيث هرب من أعدائه إلى أراضي قبيلة صديقة. وجد مأوى عند أحد الحلفاء وتمكن من الهرب بفضل مساعدة قائد قبلي آخر الذي أخفاه في حفرة تحت الأرض.
أثناء اختبائه كان يسمع أصوات مطارديه تحوم بالقرب منه ليعيش لحظات بين الرجاء والخوف بين الهلاك والنجاة.
عندما زال الخطر وخرج من مخبئه أطلق تي راوپاراها صيحته الشهيرة التي تشكل نص “كا ماتِ” والتي تعبر عن الفرح بالنجاة والانتصار على الموت.
شرح النص ومعانيه:
“Ka Mate! Ka Mate!”
تعني: “الموت! الموت!”
هذه الصيحة تعكس شعور تي راوپاراها بالخطر الداهم وشعوره بأنه على وشك الهلاك.
“Ka Ora! Ka Ora!”
تعني: “الحياة! الحياة!”
هنا يتبدل الموقف ليعبر عن شعور الفرح والنجاة بعد أن أدرك تي راوپاراها أنه نجا من أعدائه.
“Tenei Te Tangata Puhuruhuru”
تعني: “إنه الرجل العظيم ذو الشعر الكثيف!”
تشير العبارة إلى الرجل الذي ساعده وأخفاه مع الاعتراف بفضله في إنقاذ حياته.
“Nana Nei I Tiki Mai Whakawhiti Te Ra”
تعني: “الذي جعل الشمس تشرق من جديد.”
يشير إلى استعادة الأمل وكأن حياته عادت بعد ظلام الموت الوشيك.
“Ā, upane! ka upane! Ā, upane, ka upane, whiti te ra!”
تعني: “خطوة تلو خطوة حتى تشرق الشمس.”
التصوير هنا رمزي لحركة التقدم المتدرج نحو الانتصار والأمل.
“كا ماتِ” ليست مجرد أغنية أو رقصة تقليدية بل هي شهادة على عمق ثقافة الماوري وقوة روحهم الجماعية. تحمل في طياتها رسائل إنسانية عالمية تعبر عن انتصار الروح البشرية على المخاوف وتحفيزها للبحث عن النور في أحلك اللحظات.
لذلك تُعد “كا ماتِ” جزءاً من التراث الإنساني الذي يتجاوز حدوده الأصلية ليُلهِم كل من يستمع إليها أو يشاهد أدائها.
