
بات البحث عن السعادة في زمن تتسارع فيه الضغوط اليومية وتتزايد فيه التحديات النفسية أكثر من مجرد ترف بل ضرورة ملحّة لصحة الإنسان الذهنية والجسدية. وبينما يرى البعض أن السعادة هبة عابرة تأتي وتذهب، يؤكد علماء النفس أن بالإمكان تدريب الدماغ على السعادة من خلال ممارسات بسيطة لكنها فعالة في إعادة برمجة العقل نحو التفاؤل والطمأنينة.
في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة “Times of India“، نستعرض خمس عادات مدعومة علميًا يمكنها أن تغيّر طريقة تفاعلك مع الحياة وتمنحك شعورًا أعمق بالرضا والاستقرار النفسي.
الامتنان: مفتاح التحوّل من النقص إلى الوفرة
تشير الدراسات إلى أن ممارسة الامتنان يوميًا تساهم في رفع مستويات هرمونات السعادة في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين.
فكتابة ثلاث أشياء تشعر بالامتنان لها كل مساء – مهما كانت بسيطة – تعزز قدرة العقل على ملاحظة الجوانب الإيجابية في الحياة وتقلل من التركيز على مصادر القلق أو الإحباط.
إعادة صياغة الأفكار السلبية
يمتلك الدماغ ما يُعرف بـ”التحيز السلبي” وهو الميل الطبيعي للتركيز على المخاطر والمشاكل. لكن بفضل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي (CBT) أصبح بالإمكان كسر هذا النمط من التفكير.
الأمر يتطلب تدريبًا ذهنيًا على استبدال العبارات السلبية بأخرى أكثر توازنًا مثل استبدال “أنا فاشل” بـ”ربما لم أنجح هذه المرة لكن التجربة أضافت لي شيئًا جديدًا“.
الطبيعة: علاج نفسي بلا وصفة طبية
أثبتت أبحاث علم النفس البيئي أن قضاء 20 دقيقة يوميًا في أماكن طبيعية مثل الحدائق أو الشواطئ أو حتى مجرد الجلوس تحت شجرة يُسهم في خفض مستوى هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر. ويكفي النظر إلى مشاهد طبيعية جميلة لعدة دقائق يوميًا لتحسين التركيز والمزاج.
العلاقات الاجتماعية: السعادة في التواصل
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وقد أكدت دراسات متعددة أن وجود شبكة من العلاقات القوية والداعمة هو أحد أهم مؤشرات السعادة طويلة الأمد.
التفاعل مع الآخرين وتبادل الأحاديث الصادقة وممارسة اللطف والاهتمام كلها تفعّل هرمونات تعزز الشعور بالأمان والارتياح مثل الأوكسيتوسين.
اليقظة الذهنية: وعي اللحظة يحررك من التشتت
“اليقظة الذهنية” أو Mindfulness هي مهارة حياتية تقوم على الحضور الكامل في اللحظة، دون إطلاق أحكام مسبقة.
وقد أظهرت دراسات الدماغ أن ممارسة التأمل المنتظم تقلل من حجم ونشاط اللوزة الدماغية وهي المنطقة المسؤولة عن القلق والخوف بينما تنشّط مناطق الوعي الذاتي والراحة النفسية.
سواء من خلال جلسات تأمل قصيرة أو تنفس عميق أو حتى التركيز في تناول الطعام، فإن هذه الممارسة تساعدك على التحرر من التشتت والانفعالات المبالغ فيها.
ختاما: ليست السعادة هدفًا بعيد المنال بل ممارسة يومية تتطلب وعيًا وجهدًا بسيطًا. هذه العادات الخمس لا تحتاج إلى أدوات معقدة أو وقت طويل بل إلى التزام صادق بتحسين علاقتك مع نفسك والعالم من حولك.
ابدأ بخطوة صغيرة اليوم وقد تجد أن الفراشة التي حدثنا عنها روسكين بوند قد اختارت أن تستقر على راحة يدك لا هربًا بل اختيارًا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.
Web Desk