
وكالات – أعلنت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، السماح بإدخال كميات محدودة من المواد الغذائية إلى قطاع غزة في خطوة تأتي بالتزامن مع بدء الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات برية موسعة في شمال وجنوب القطاع ضمن ما وصفته بـ”المرحلة الجديدة من القتال المكثف” ضد حركة حماس.
وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن القرار جاء “بناءً على توصية من الجيش الإسرائيلي ومن منطلق الحاجة العملياتية لتوسيع نطاق المعارك بما يضمن عدم نشوء أزمة مجاعة في قطاع غزة”.
وأكّدت المتحدثة باسم منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إيري كانيكو أن الجانب الإسرائيلي تواصل مع الوكالة لبحث استئناف محدود لتوزيع المساعدات مشيرة إلى أن المناقشات جارية حول الآليات اللوجستية اللازمة “في ظل الأوضاع على الأرض”.
وجاءت هذه التطورات في وقت لم تسفر فيه جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة عن أي تقدم، بحسب مصادر من الجانبين.
وقالت مصادر إسرائيلية إن المحادثات تضمنت بحث وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، إلى جانب مقترح لإنهاء الحرب مقابل نفي قيادات حماس وتجريد القطاع من السلاح وهو ما رفضته الحركة سابقاً.
وفي الميدان، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ أكثر من 670 غارة جوية خلال الأسبوع الماضي على ما وصفها بأهداف تابعة لحماس في إطار عملية برية جديدة تحمل اسم “مركبات جدعون” تهدف إلى “تحقيق سيطرة عملياتية” على أجزاء من القطاع. وأشار الجيش إلى مقتل عشرات المقاتلين من حماس خلال تلك العمليات.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 464 شخصاً خلال الأسبوع الأخير بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مؤكدة أن الهجمات الإسرائيلية ألحقت دماراً واسعاً وأدت إلى محو عائلات بأكملها من السجلات المدنية.
ووفقاً للوزارة، ارتفع إجمالي عدد القتلى في القطاع إلى أكثر من 53 ألف شخص منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي معظمهم من المدنيين، بينما نزح ما يقرب من مليوني شخص من منازلهم.
وتفرض إسرائيل منذ مارس الماضي حصاراً مشدداً على إدخال الوقود والغذاء والدواء إلى غزة في محاولة للضغط على حماس للإفراج عن رهائن إسرائيليين. وأقرت الحكومة الإسرائيلية مؤخراً خططاً قد تشمل السيطرة الكاملة على القطاع والتحكم في توزيع المساعدات.
وفي سياق متصل، نفت حركة حماس حدوث تقدم في محادثات تبادل الأسرى وقال مسؤول في الحركة لوكالة “رويترز” إن إسرائيل “لا تزال تصر على استعادة الرهائن دون تقديم التزام بوقف الحرب”. وأضاف أن حماس عرضت الإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي ورفع الحصار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
في المقابل، صرّح مسؤول إسرائيلي رفيع بعدم حدوث أي تقدم ملموس في المفاوضات الجارية في قطر.
وتواصلت الانتقادات الداخلية في إسرائيل حيث اتهمت عائلات بعض الرهائن الحكومة بالمماطلة. وكتبت إيناف زنغاوكر والدة أحد الرهائن على مواقع التواصل: “الحكومة تتعمد إطالة الأزمة. أعيدوا أبناءنا جميعهم، الـ58 رهينة”.
قصف على مخيم نازحين ومستشفى شمال غزة
وشهدت الليلة الماضية تصعيداً كبيرا حيث استهدفت غارة جوية إسرائيلية مخيماً للنازحين في خان يونس جنوب القطاع ما أدى إلى مقتل نساء وأطفال واندلاع حرائق في الخيام، بحسب مصادر طبية.
كما أعلنت وزارة الصحة توقف مستشفى الإندونيسي، أحد أكبر المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئياً في شمال غزة، عن تقديم خدماته بسبب القصف الإسرائيلي. وقالت الوزارة إن المستشفيات أصبحت عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين غالبيتهم من الأطفال.
وحذرت هيئة الدفاع المدني في غزة من توقف 75% من سيارات الإسعاف عن العمل بسبب نفاد الوقود مشيرة إلى أن جميع المركبات قد تتوقف خلال 72 ساعة إذا استمرت الأزمة.
ولا تزال الأوضاع الإنسانية تتدهور بسرعة في القطاع المحاصر، وسط تحذيرات دولية من خطر وقوع مجاعة واسعة النطاق، وانهيار كامل للنظام الصحي.
Web Desk