تعطيل برنامج الأدب الإنجليزي في جامعة كانتربري يعكس أزمة العلوم الإنسانية

نقلاً عن الموقع الإخباري البريطاني The Guardian بتاريخ 5 ديسمبر/ كانون الأول 2024

أعلنت جامعة “كانتربري كرايست تشيرش” في مدينة “كانت” عن تعطيل برامج البكالوريوس في الأدب الإنجليزي. وأوضحت أن هذا القرار بسبب انخفاض الإقبال على دراسة ذلك التخصص مما جعل استمراره غير ممكن من الناحية الاقتصادية. أثار هذا القرار مخاوف كبيرة بشأن مستقبل العلوم الإنسانية في الجامعات البريطانية خاصةً أن هذه الخطوة تأتي في مدينة ارتبطت بشخصيات أدبية بارزة مثل تشوسر ومارلو.

تشير الإحصائيات إلى تراجع ملحوظ في أعداد الطلاب المقبلون على دراسة الأدب الإنجليزي على مستوى المدارس الثانوية، حيث انخفض العدد من 83 ألف طالب في عام 2013 إلى 54 ألفًا فقط في عام 2023. كما أن الوضع في الجامعات ليس أفضل حالاً؛ حيث شهدت التخصصات الإنسانية بشكل عام انخفاضًا في أعداد الملتحقين خلال العقد الماضي.

ويُرجِع الخبراء ذلك إلى ارتفاع الرسوم الدراسية مما دفع الطلاب لاختيار تخصصات تضمن فرص عمل وعوائد مالية أكبر. علاوة على ذلك، تواجه الجامعات البريطانية أزمات مالية حادة أدت إلى إغلاق أقسام أكاديمية متعددة بما في ذلك تخصصات الفنون والموسيقى والدراما في جامعات مثل جولدسميثس وسري.

كما يرى النقاد أن هذه الأزمة تتجاوز المشكلات الاقتصادية، ويشيروا إلى تحول ثقافي أعمق يُهدد بتقليص الدور الذي تلعبه العلوم الإنسانية في تشكيل العقول الناقدة والمثقفة.

بالتزامن مع هذا الإعلان أصدرت المؤسسة الوطنية لمحو الأمية تقريرًا أظهر انخفاضًا في نسبة الأطفال الذين يمارسون هواية القراءة للمتعة؛ إذ بلغت النسبة 35% فقط بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا بانخفاض قدره 9% خلال عام واحد.

هذا التحوُّل في التعليم والثقافة يثير تساؤلات جدية حول مستقبل الأجيال القادمة ودورها في الحفاظ على التراث الأدبي والثقافي في الوقت الذي تتزايد فيه هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي وتقصُر فيه أوقات الانتباه. ويرى المراقبون أن مواجهة هذه التحديات تتطلب إعادة النظر في سياسات التعليم ودعم العلوم الإنسانية باعتبارها ركيزة أساسية لتقدم المجتمع.

كتابة وإعداد: أمينة أحمد