وكالات – على وقع القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كشفت مصادر صحفية أن مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبلغ صحفيين بأن واشنطن قدمت مقترحا لوقف إطلاق النار في السودان.
وأوضحت المصادر أن الهدنة قد تمتد إلى ثلاثة أو تسعة أشهر مشيرة إلى أن الطرفين أبديا موافقة مبدئية على المقترح الإنساني فيما يدرسان تفاصيله المتعلقة بآليات المراقبة والتنفيذ والترتيبات الفنية واللوجستية.
وأكد بولس وجود أمل في التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار لكنه نفى وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجانبين موضحا أن الاتصالات الأمريكية تتم بشكل منفصل مع كل طرف.
في المقابل، نفت الحكومة السودانية وجود أي تواصل مع قوات الدعم السريع بشأن الهدنة وأكدت في تصريحاتها للقناتين أنه لا تفاوض قبل انسحاب الدعم السريع من المنشآت المدنية التزاما باتفاق جدة الموقع عام 2023.
يأتي ذلك فيما تتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد مع تصاعد موجات النزوح من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، إلى جانب مناطق أخرى في شمال كردفان.
وقالت هيئة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في تقريرها الصادر اليوم الاثنين إن المجاعة امتدت إلى مدينتي الفاشر في دارفور وكادوقلي في جنوب كردفان محذّرة من أن 20 منطقة أخرى في الإقليمين تواجه خطر المجاعة بسبب تصاعد القتال.
من جهة أخرى، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق بشأن “الجرائم الخطيرة” التي ارتكبت في مدينة الفاشر مشيرة إلى أنها جزء من نمط عنف واسع تشهده دارفور منذ أبريل 2023.
وتُعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور تحولا محوريا في الحرب إذ منحتها السيطرة الفعلية على أكثر من ربع أراضي البلاد.
وتشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعا داميا بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفق بيانات الأمم المتحدة فيما تشير منظمات الإغاثة إلى أن العدد الفعلي للضحايا أكبر بكثير.
كما تسبب القتال في نزوح نحو 12 مليون شخص وسط تحذيرات أممية من أن السودان يواجه حاليا “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
Web Desk
