اقتصادالحرب التجاريةالذكاء الاصطناعي

الصين: الفصل الاقتصادي مع أمريكا “لن ينجح”.. والذكاء الاصطناعي ساحة المنافسة المقبلة

تعبيرية (LinkedIn)

وكالات – أكد وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو أن بلاده ترحب بالاستثمارات الأمريكية رغم التوترات المتصاعدة مع واشنطن مشددا على أن الصين والولايات المتحدة “لا تزالان شريكين اقتصاديين وتجاريين مهمين”. جاء ذلك خلال لقائه بوفد تجاري أمريكي رفيع غداة انتهاء جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين البلدين من دون التوصل إلى اتفاق.

وقال وانغ، خلال المحادثات التي شارك فيها مسؤولون تنفيذيون من شركات كبرى مثل “فيديكس” و”جولدمان ساكس” و”بوينج“، إن “الفصل والانفصال بين الاقتصادين الصيني والأمريكي لن ينجحا” داعيا إلى مواصلة الحوار والمشاورات لحل الخلافات العالقة.

وكانت الصين والولايات المتحدة قد عقدتا محادثات استمرت يومين في بكين بهدف التوصل إلى اتفاق يمنع إعادة فرض رسوم جمركية مرتفعة قد تعرقل حركة التجارة الثنائية. وتنتهي مهلة الهدنة الجمركية المعلنة بين البلدين في 12 أغسطس المقبل وسط مؤشرات على رغبة الجانبين في تمديدها رغم بقاء القرار النهائي بيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب تصريحات المفاوضين الأمريكيين.

وتثبت الهدنة الحالية الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية عند 30% فيما تفرض الصين ضرائب بنسبة 10% على المنتجات الأمريكية.

في سياق موازٍ، أعلنت الصين عزمها تصدّر قطاع الذكاء الاصطناعي عالميا في رسالة واضحة وجّهتها خلال المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي في شنغهاي. وقد استعرضت الشركات الصينية الناشئة، على رأسها “ديب سيك“، نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة تنافس أفضل النماذج الأمريكية ولكن بتكلفة أقل.

وتشير بيانات معهد “إي بوش AI” إلى أن 78% من النماذج الصينية تُصنّف كـ”متطورة” مقارنة بـ70% للولايات المتحدة. وتهدف الصين إلى أن تصبح “مركزا عالمياً للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي” بحلول عام 2030.

لكن الشركات الصينية تواجه تحديات تتعلق بالثقة الدولية، نتيجة الرقابة المشددة من الحزب الحاكم. في المقابل، تحاول بكين طمأنة الأسواق الدولية بإعلانها عن إنشاء منظمة دولية للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بقيادة صينية رغم الغموض الذي يحيط بتفاصيل هذه المبادرة.

وتسعى الصين إلى كسب حصة في الأسواق الناشئة من خلال استراتيجيات تعتمد على توفير نماذج “ذات أوزان مفتوحة” (Open Weight) ما يتيح للدول الأخرى تعديلها لتناسب احتياجاتها الخاصة، إضافة إلى اعتمادها على خفض التكلفة سواء في البرمجيات أو الأجهزة.

في المقابل، كثّفت الولايات المتحدة من جهودها للحفاظ على ريادتها في هذا القطاع عبر فرض قيود صارمة على تصدير الشرائح المتطورة إلى الصين وهو ما دفع الشركات الصينية إلى البحث عن بدائل وطرق غير تقليدية للحصول على التكنولوجيا.

ورغم المؤشرات على التقدم الصيني، يؤكد خبراء أن السباق نحو ريادة الذكاء الاصطناعي لا يزال مفتوحا. إذ ترى المحللة غريس شاو، المتخصصة في الشأن الصيني، أن “الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى ولا ينبغي التوصل إلى استنتاج قاطع بشأن من يفوز في هذه المرحلة”.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا