اخبار سياسة

صفقة شاملة تقترب لإنهاء حرب غزة… والعرب يواجهون أطماع “إسرائيل الكبرى”

تعبيرية (transcend)

في ظل مساعٍ دبلوماسية مكثفة لوقف الحرب في قطاع غزة، تستعد العاصمة المصرية القاهرة، الأحد المقبل، لاستقبال رئيس الحكومة الفلسطينية بالتزامن مع جولة مفاوضات أجراها وفد من حركة “حماس” مع الوسطاء المصريين على مدى اليومين الماضيين بحث خلالها مقترحا لصفقة شاملة تنهي النزاع المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر.

تفاصيل الصفقة المقترحة
وبحسب مصادر صحفية، تضمنت الصفقة وقف الحرب بشكل كامل مقابل تنفيذ عملية تبادل شاملة للأسرى على مرحلتين والتزام “حماس” بوقف طويل لإطلاق النار وتجميد نشاط جناحها العسكري خلال فترة انتقالية.
كما نصت المبادرة على وقف تصنيع وتهريب السلاح داخل غزة وعدم إعادة استخدامه، مع التفاوض على صيغة نهائية تحدد مستقبل “سلاح غزة”. وشملت البنود أيضا إبعادا “رمزيا” لبعض قيادات الحركة إلى الخارج ونشر قوات دولية وعربية بمهام مؤقتة في القطاع.

وفيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي، أشارت الصفقة إلى أن يكون تدريجيا وتحت إشراف عربي–أمريكي على أن يُربط تنفيذه بالاتفاق النهائي حول السلاح وإدارة القطاع مع ضمانات من الوسطاء وتركيا بعدم إعادة التسلح خلال الفترة الانتقالية.

مشهد ميداني ملتهب
تزامنت هذه التحركات مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ما أسفر عن مقتل أكثر من 61 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وسط حصار خانق تسبب في وفاة عشرات الأطفال جوعا، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
ويهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقدرة قواته على “محو غزة عن بكرة أبيها” فيما يعيد طرح فكرة “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين إلى دول أخرى منها إندونيسيا وأرض الصومال وهي خطط رفضتها الدول العربية ووصفتها بـ”التهجير الممنهج”.

سيناريوهات “اليوم التالي”
وفي تصريحات خاصة لـ”العربية“، أكد اللواء أركان حرب محسن النعماني، وكيل أول المخابرات المصرية الأسبق أن الأولوية بعد الهدنة هي اختيار قيادة فلسطينية قادرة على إدارة القطاع وتوحيد الصف واستغلال التعاطف الدولي لوقف التهجير.
من جانبه، أوضح اللواء الدكتور محمد مجاهد الزيات، من المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مصر تنظر لليوم التالي كفرصة لتفويت الفرصة على مخططات تهجير السكان عبر إدارة غزة من قبل شخصيات تكنوقراط تحت إشراف السلطة الفلسطينية مع تدريب عناصر شرطية فلسطينية — يصل عددها حاليا إلى 5 آلاف — في معسكرات مصرية وبالتعاون مع الأردن لضبط الأمن والاستعانة بخبرات الأمم المتحدة في الإعمار.

تصعيد استيطاني
على صعيد آخر، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأربعاء، الموافقة على بناء 3400 وحدة استيطانية جديدة في منطقة E1 قرب القدس في خطوة اعتبرها المراقبون محاولة لقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها، و”دفن” فكرة الدولة الفلسطينية. كما طرحت سلطات الاحتلال 6 عطاءات جديدة لتوسيع مستعمرتي “أرئيل” و”معاليه أدوميم” بإجمالي يقارب 4000 وحدة استيطانية إضافية.

إدانات عربية واسعة
أثارت تصريحات نتنياهو الأخيرة حول تمسكه بـ”رؤية إسرائيل الكبرى” التي تشمل ضم أجزاء من أراض عربية، موجة إدانات واسعة من الأردن والسعودية وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي التي وصفت هذه التصريحات بـ”الاستفزازية والخطيرة” معتبرة أنها تمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي وانتهاكا صارخا للقانون الدولي ودعت المجتمع الدولي للتصدي لهذه التوجهات التوسعية.

وبين مفاوضات سياسية معقدة وتصعيد عسكري واستيطاني متواصل تبقى الأنظار موجهة إلى القاهرة التي تسعى لتثبيت وقف شامل لإطلاق النار وفتح مسار لإعادة إعمار غزة وسط حالة من الترقب الحذر لما قد تحمله الأيام المقبلة.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا