اخبار سياسة

جولة جنيف تفرض تغييرات واسعة على خطة السلام الأمريكية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

Adobe stock

وكالات – قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن محادثات جنيف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا حول تعديل خطة السلام الأمريكية حققت تقدما مهمًا للأوروبيين. أوضح الوزير أن البنود الخاصة بأوروبا، ومنها ما يتعلق بحلف شمال الأطلسي، حذفت بالكامل بعد اعتراض عواصم أوروبية على تجاوزها في أي تفاوض يخص أمن القارة.

أكدت واشنطن وكييف أن أي اتفاق لوقف الحرب مع روسيا يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا. عقدت الولايات المتحدة وأوكرانيا جلسات مطولة في جنيف بمشاركة وفود من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وأسفرت المناقشات عن بيان مشترك أكد التوصل إلى إطار محدث لخطة السلام بعد حوارات مباشرة بين المشاركين.

تسعى كييف لإدخال تعديلات واسعة على مسودة الخطة التي تضم ثمانية وعشرين بندا وتشمل مطالب روسية مرتبطة بالتنازل عن أراض وتقليص الجيش وعدم الانضمام للناتو. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح كييف مهلة للرد قبل السابع والعشرين من نوفمبر.

يستعد قادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة الملف الأوكراني خلال اجتماع يعقد في أنغولا كما أعلن الرئيس الفرنسي عن اجتماع عبر الفيديو للدول الداعمة لكييف لمتابعة نتائج محادثات جنيف.

بدأت الأحد في جنيف محادثات مكثفة بين أوكرانيا وحلفائها الغربيين لمناقشة خطة السلام الأمريكية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع. وشارك في الاجتماعات مسؤولون أمريكيون كبار بينهم المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، إضافة إلى مستشارين للأمن القومي من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وممثلين من الاتحاد الأوروبي وإيطاليا.

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في أن تسفر المحادثات عن نتائج إيجابية مؤكدا ضرورة وقف إراقة الدماء وضمان عدم تجدد الحرب. وقال عبر منصة “إكس” إن جميع المشاركين بحاجة إلى الوصول إلى نتيجة ملموسة تعزز السلام والاستقرار في أوكرانيا.

تتضمن الخطة الأمريكية 28 نقطة وتشمل تنازلات أوكرانية مثل التنازل عن أراضٍ لروسيا وخفض حجم الجيش والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مقابل ضمانات أمنية غربية لتعزيز حماية كييف وتعويضات روسية بقيمة مئة مليار دولار لإعادة الإعمار يدير جزء منها الجانب الأمريكي.

في واشنطن، أثارت الخطة جدلا واسعا بعد تصريحات السيناتور مايك راوندز التي وصف فيها الوثيقة بأنها مقترح روسي مسلّم إلى الولايات المتحدة وهو ما نفاه وزير الخارجية روبيو مؤكدا أن الخطة أمريكية المصدر ومبنية على مدخلات أوكرانية وروسية سابقة. واصدرت وزارة الخارجية بيانا رسميا أكدت فيه أن الوثيقة صيغت لتكون أساسا للتفاوض.

على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على ثلاث مناطق جديدة في شرق أوكرانيا بينها بتريفسكه في دونيتسك وتيخه وأوترادنه في دينبروبيتروفسك. ويواصل الجيش الأوكراني القتال دفاعيا مع تسجيل تراجع محدود في بعض مناطق الشمال والجنوب بعد أشهر من الجمود على خطوط التماس.

وفي أوروبا، أعرب مسؤولون عن قلقهم من الاجتماعات السرية بين واشنطن وموسكو لإعداد الخطة معتبرين أن تجاهل الحلفاء قد يقوض الأمن الإقليمي. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز إن إنهاء الحروب لا ينبغي أن يكون على حساب الدول المتضررة.

وأكد أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أن الاجتماعات تهدف إلى التوصل لصيغة سلام عادلة ودائمة فيما أشار المبعوث الأمريكي كيث كيلوغ إلى احتمال زيارة الرئيس زيلينسكي إلى واشنطن لتعزيز التفاهم حول الخطة وإمكانية إضافة ملحق أمني بعد مشاورات أجراها مع جاريد كوشنر.

كشفت تسريبات إعلامية أن الخطة تشمل اعترافا بسيادة روسيا على القرم ودونباس ومناطق أخرى وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في مناطق انسحاب القوات الأوكرانية وتثبيت خطوط التماس في خيرسون وزاباروجيا وإعادة بعض المناطق إلى كييف وتقليص الجيش الأوكراني، منع انتشار قوات أجنبية داخل البلاد ومنح اللغة الروسية وضعا رسميا، إضافة إلى رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على موسكو.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى