آراء و مقالات

محور موراج: خطة إسرائيلية جديدة لتقسيم قطاع غزة وتشديد الحصار

أرشيفية (Reuters)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، عن سيطرة قوات الاحتلال على منطقة جديدة في جنوب قطاع غزة، أطلق عليها اسم “محور موراج” (Morag axis) وذلك في إطار خطة عسكرية تهدف إلى تقسيم القطاع وزيادة الضغط على المقاومة الفلسطينية.

ويقع هذا المحور في أراضٍ زراعية تمتد بين مدينتي خان يونس ورفح من الشرق إلى الغرب ويقطع القطاع في منطقة سبق أن اعتبرها الجيش الإسرائيلي “منطقة إنسانية” دعا إليها النازحين الفلسطينيين للجوء هربًا من القصف.

ورغم أن هذه المنطقة لم تكن مصنفة سابقًا كممر عسكري، فإن نتنياهو أشار إليها بوصفها “محورًا استراتيجيًا” واصفًا إياها بـ”فيلادلفيا الثاني” في إشارة إلى ممر فيلادلفيا الواقع على الحدود بين غزة ومصر والذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية منذ يناير الماضي في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار.

يستمد الاسم “موراج” من مستوطنة إسرائيلية غير قانونية كانت قائمة في نفس المنطقة بين عامي 1972 و2005 قبل أن يتم تفكيكها ضمن خطة “فك الارتباط” الإسرائيلية. ويقول محللون إن استخدام هذا الاسم يشير إلى نية الاحتلال إعادة فرض وجود دائم في مناطق جنوب غزة عبر ممرات عرضية تفصل المدن والمخيمات الفلسطينية عن بعضها البعض، وفق ما أفاده موقع “MEE“.

وخلال تصريحاته، قال نتنياهو إن الهدف من السيطرة على “محور موراج” هو عزل مدينة رفح عن خان يونس و”تكثيف الضغط تدريجيًا من أجل الإفراج عن الرهائن” في إشارة إلى المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس. وتأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية عسكرية سبق أن نفذتها إسرائيل شمال القطاع حيث سيطرت في وقت سابق على “ممر نتساريم” لفصل مدينة غزة عن وسط القطاع قبل أن تنسحب منه عقب توقيع اتفاق الهدنة في يناير.

وفي مفارقة لافتة، كشف مصدر عسكري إسرائيلي لصحيفة هآرتس أن إعلان نتنياهو عن محور موراج جاء مفاجئًا للجيش مشيرًا إلى أن خطة السيطرة على هذا المحور لم تكن قد نالت الموافقة النهائية وأن كشف تفاصيلها قد يعرض حياة الجنود للخطر. وأضاف المصدر أن المسار يمر عبر “منطقة إنسانية” تضم عشرات آلاف المدنيين ولا تزال هناك صعوبات في ربط هذا المحور بالبحر ما يطرح تساؤلات حول جدواه العسكرية الفعلية.

المصدر: MEE

في الأثناء، تواصل القوات الإسرائيلية تصعيدها العسكري العنيف ضد مدينة رفح التي أصبحت الملاذ الأخير لمئات آلاف النازحين. وقد أدت الهجمات الجوية والبرية المكثفة منذ استئناف العدوان في مارس إلى مقتل أكثر من ألف فلسطيني خلال أسابيع قليلة ليرتفع عدد الضحايا منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 إلى أكثر من 50,400 شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأفادت تقارير محلية ودولية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت أحياء سكنية مكتظة ونفذت عمليات قتل ميدانية بحق مدنيين بينهم مسعفون وأطباء ما دفع عشرات الآلاف إلى النزوح مجددًا سيرًا على الأقدام.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن خطة فصل خان يونس عن رفح تتماشى مع مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي ينص على إخراج الفلسطينيين من قطاع غزة. ويرى مراقبون أن تحركات إسرائيل الأخيرة بما في ذلك السيطرة على الممرات العرضية ومحاولة إعادة تشكيل الخارطة السكانية، تأتي في إطار مخطط طويل الأمد لتفريغ القطاع من سكانه تمهيدًا لتغييرات ديموغرافية وجغرافية جذرية.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا