تتجه الأنظار إلى مدينة جدة حيث يعقد وفد أمريكي رفيع المستوى اجتماعًا مع مسؤولين أوكرانيين في إطار جهود الوساطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022. ويأتي هذا الاجتماع في ظل ضغوط تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع كييف نحو تقديم تنازلات ملموسة لروسيا.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن المحادثات، المقررة يوم الثلاثاء تهدف إلى اختبار مدى استعداد أوكرانيا للتفاوض بشأن حلول وسط لإنهاء النزاع. وقال أحد المسؤولين الذي طلب عدم الكشف عن هويته: إن الوفد الأمريكي سيتابع أيضًا مدى جدية أوكرانيا في تحسين العلاقات مع إدارة ترامب خاصة بعد اللقاء المتوتر بين الرئيسين في البيت الأبيض أواخر الشهر الماضي.
وأوضح مسؤول أمريكي آخر أن إدارة ترامب تسعى إلى “سلام واقعي” مشيرًا إلى أنه “لا يمكن المطالبة بالسلام دون تقديم تنازلات” وأضاف: “إذا كانت كييف تصرّ على استعادة حدود 2014 أو 2022 فقد يكون ذلك مؤشرًا على موقفها المتشدد”.
وفي هذا السياق، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى جدة لقيادة المفاوضات مع الوفد الأوكراني برئاسة أندريه يرماك كبير مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما من المتوقع أن يشارك في اللقاء مستشار الأمن القومي مايك والتز ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وشهدت العلاقات بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني توترًا حادًا عقب اجتماعهما في 28 فبراير الماضي حيث وجه ترامب انتقادات حادة لزيلينسكي متهمًا إياه بالسعي لإشعال حرب عالمية ثالثة عبر رفضه تقديم تنازلات لإنهاء الحرب مع موسكو. كما أعرب عن استيائه من عدم إبداء كييف الامتنان الكافي للمساعدات الأمريكية المقدمة خلال السنوات الثلاث الماضية.
وعقب اللقاء، قررت إدارة ترامب تعليق شحنة مساعدات عسكرية كانت مقررة لأوكرانيا فيما أوقفت المخابرات الأمريكية تعاونها مؤقتًا مع السلطات الأوكرانية ما أثار قلقًا متزايدًا لدى كييف وحلفائها الأوروبيين.
في ظل هذه التطورات، يؤكد المراقبون أن اجتماع جدة قد يشكل نقطة تحول في مسار الحرب في حال وافقت أوكرانيا على تقديم تنازلات تساهم في إنهاء الصراع مع روسيا.
Web Desk
