
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أوقع عشرات الآلاف من القتلى المدنيين وخلف دمارا واسعا في البنية التحتية، اتخذت الحكومة المصرية خطوات دبلوماسية لافتة تعكس توترًا متصاعدًا في العلاقات مع تل أبيب.
ونقل موقع يديعوت أحرونوت العبري عن مصادر مصرية رفيعة أن القاهرة قررت عدم تعيين سفير جديد لدى إسرائيل في الوقت الراهن كما رفضت اعتماد السفير الإسرائيلي المعيّن إلى مصر أوري روثمان رغم مضي أكثر من خمسة أشهر على تعيينه.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها تصعيد العمليات العسكرية ضد حركة “حماس” في غزة الأمر الذي اعتبرته القاهرة تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة ومصالحها الأمنية.
وكان السفير المصري السابق لدى إسرائيل خالد عزمي قد أنهى مهامه قبل نحو عام ومنذ ذلك الحين تعمل السفارة المصرية في تل أبيب من دون سفير. وفي المقابل، لم يحصل روثمان الذي عُين سفيرًا لدى القاهرة على “خطاب الاعتماد” المطلوب لتسلم مهامه رسميًا.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة هآرتس عن تصريحات للسفيرة الإسرائيلية السابقة لدى القاهرة أميرة أورون أكدت فيها أن مصر لن تعيّن سفيرًا جديدًا لدى إسرائيل قبل انتهاء الحرب في غزة كما ستستمر في رفض تسلم أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي الحالي.
وأكدت أورون أن “استمرار الحرب يفاقم الضغوط على الحكومة المصرية ويزيد من حساسية الشارع المصري تجاه العلاقات مع إسرائيل” مشيرة إلى أن غياب السفراء “ليس مؤشرًا على قطيعة دبلوماسية لكنه يحمل دلالة رمزية واضحة”.
وكان من المتوقع تعيين الدبلوماسي المصري البارز الدكتور طارق دحروج سفيرًا لدى إسرائيل إلا أنه عُيّن لاحقًا سفيرًا لمصر في فرنسا ما عزز من المؤشرات حول تجميد التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
من جهته، صرح دبلوماسي مصري رفيع للصحيفة العبرية بأن قرار القاهرة هو “رد مباشر على التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة” مؤكدًا أن العلاقات تمر بمرحلة “توتر حذر” مع إبقاء جميع الخيارات مطروحة.
ولا تزال سفارتا البلدين في القاهرة وتل أبيب تمارسان عملهما لكن دون تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء في مؤشر على فتور العلاقات الرسمية في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة.
المصدر: مصراوي