
أعلنت الصين رسميا عن تشغيل “منشأة اختبار الشبكات المستقبلية” (FNTF)، أضخم منظومة حوسبة ذكاء اصطناعي موزعة على مستوى العالم تمتد على طول 1,243 ميلا (نحو 2,000 كيلومتر) وتعمل بكفاءة تصل إلى 98% مقارنة بمركز بيانات موحد رغم تباعد مراكزها المرتبطة.
وتهدف المنظومة، التي دخلت الخدمة في 3 ديسمبر إلى ربط مراكز بيانات في 40 مدينة عبر شبكة ضوئية فائقة السرعة لتعمل ككيان واحد يشبه الحاسوب العملاق الموحد.
ووفق المصادر الصحفية، قال ليو يونجي، عضو الأكاديمية الصينية للهندسة ومدير المشروع، إن المنظومة تمثل نقلة نوعية للتطبيقات التي تتطلب سرعة فائقة مثل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة والطب عن بُعد والصناعات التي تعتمد على الزمن الحقيقي. وأضاف أن دورة تدريب نموذج ضخم يحتوي على مئات المليارات من المعاملات تستغرق على شبكتهم 16 ثانية فقط مقارنة بأكثر من 36 ثانية بدونها ما يوفر شهورا من وقت التدريب.
وتتيح المنظومة تنفيذ مهام ضخمة تشمل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وإدارة العمليات الصناعية اللحظية وتقديم خدمات طبية عن بُعد بدقة عالية مع خفض التكاليف وتعزيز القدرات التقنية المحلية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية الصين لبناء منصة حوسبة وطنية تشمل نشر مراكز بيانات في مناطق غنية بالطاقة والاستثمار في تقنيات حديثة مثل الشرائح الفوتونية والرقائق المعززة بالكم.
ويمتد طول الشبكات الضوئية للمنظومة إلى أكثر من 55 ألف كيلومتر وتدعم 128 شبكة مختلفة وتشغيل 4,096 تجربة خدمات بالتوازي مع قدرة نقل بيانات عالية الموثوقية.
ويستهدف النظام دعم خدمات الرعاية الصحية عن بُعد وتمكين الأتمتة الصناعية بمعالجة البيانات اللحظية عبر مناطق واسعة في حين يظل استهلاك الطاقة والحفاظ على الكفاءة الطويلة الأمد من أبرز التحديات.
ويعتبر المشروع خطوة محورية لتعزيز قدرات الصين في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة وتأكيد حضورها في السباق العالمي للتقنيات المتقدمة.
Web Desk




